
.
يحتاج كل شخص فينا إلى مزيد من القوة في حياته سواء كانت قوة جسدة أو نفسية أو قدرة على مواجهة مشاكل الحياة المختلفة.
ربما تواجه أموراً في حياتك أكبر من طاقتك، فإن كان هذا هو حالك، إليك الخبر السار: الله يريد أن يكون قوتك.
المعين
وعدنا يسوع في يوحنا 16: 7 أن يرسل الروح القدس ليكون لنا معه شركة وليسكن فينا ويستخدم الكتاب كلمات عديدة ليصف عمل الروح القدس فينا بما ذلك المعزي والمشير والمعين والشفيع.
هذا يعني أننا عندما نحتاج إلى معونة أو عندما تصير الحياة صعبة أو عندما نحتاج لمزيد من القوة، لدينا المعين الساكن فينا القادر أن يمنحنا القوة التي نحتاج إليها.
فإن كان الروح القدس معنا في كل حين، فهو أيضاً مستعد أن يعيننا في كل لحظة. فعندما تكون على وشك الاستسلام أو عندما تشك في قدرتك على فعل شيء ما، ارفع قلبك في صلاة طالباً المعونة من الروح القدس.
ينطبق هذا الكلام على كل المواقف، الكبيرة منها والصغيرة. فإن كنت ستقابل شخص يثير جنونك أو يربكك، ارفع هذه الصلاة البسيطة “يا روح الله، أنا لا استطيع أن أفعل هذا الأمر بدونك، امنحني القوة لكي أكون لطيفاً ومُحباً لهذا الشخص.”
هل تواجه موقف يهدد حياتك؟ منذ سنوات، أصبت بسرطان الثدي وكان علي إجراء عملية جراحية. كان وقتاً صعباً شعرت فيه بالخوف يحاول أن يمتلك قلبي، إلا أن الرب استخدم هذا الوقت لكي يعلمني أن أثبت نظري عليه وأتمسك به واستمد منه قوتي وراحتي، يوم بعد يوم وساعة بعد ساعة.
أشجعك أن تقرأ ما جاء في 1كورنثوس 10: 13 وهي آية استخدمها الرب في حياتي على مر السنين:
“لَمْ تُصِبكُمْ تجرِبَةٌ إلّا بَشَريَّةٌ. ولكن اللهَ أمينٌ، الّذي لا يَدَعُكُمْ تُجَرَّبونَ فوقَ ما تستَطيعونَ، بل سيَجعَلُ مع التَّجرِبَةِ أيضًا المَنفَذَ، لتَستَطيعوا أنْ تحتَمِلوا.”
فكر في الأمر: أي كان ما تواجهه اليوم، تأكد من أن الله لن يسمح بأكثر مما تستطيع احتماله، كما أنه وعد بأن يجعل أيضاً لك مخرجاً في كل تجربة أو موقف صعب وفي الوقت المناسب.
أنا شخصياً اؤمن أننا لن نتمكن أبداً من تقدير الظروف الصعبة التي نمر بها، وذلك لأننا في أثناء هذه الأوقات نتعلم أن نثق بالله ونتكل على قوته. ثق أنه سيستخدم التجارب لكي يبنينا ويقوينا.
غير من نظرتك للأمور
من المهم أن ننتبه لأفكارنا وكلماتنا في أثناء اجتيازنا للظروف الصعبة لأننا نصرف أوقات طويلة نفكر ونتحدث عن المشاكل. وأنا هنا لا اعترض على مشاركة العائلة والأصدقاء بأحوالنا خاصة ونحن بصدد طلب المشورة منهم ولكن علينا أن نتجنب الاتصال بكل من نعرفه لكي نخبرهم عن الظروف التي نمر بها.
فكلما ركزنا على مشاكلنا، كبرت وصارت أضخم من حجمها الحقيقي، الأمر الذي سيجعلنا نقلق ونتوتر. في مثل هذه الأوقات، دعونا نعظم الرب ونحمده كما يقول كاتب مزمور 34: 3.
دعونا نركز أنظارنا على الرب ونعظمه ونحمده، لأنه عندئذ ستصغُر مشاكلنا وسيزيد إيماننا وبالتالي لن تكون ظروفنا شيئاً بالنسبة لله كلي القدرة.
والحقيقة هي أنه لا يوجد ظرف في الحياة يستحيل على الرب، لأنه في كل ظروفنا يريد أن يحملنا ويمنحنا القوة ويجعلنا نثق ونتأكد من أنه المتسلط على كل شيء. الله يريدنا أن نصدق أنه أكبر من أي مشكلة يمكن أن نواجهها.
الكتاب المقدس كنز، وكلما صرفنا وقتاً لنقرأ المكتوب، عرفنا الرب أكثر وامتلأت قلوبنا بالإيمان ووجدنا أنفسنا نتجاوب بطريقة مختلفة مع الناس والظروف.
أي كانت الظروف التي تمر بها اليوم، أشجعك أن تنظر إليها بنطرة جديدة وبدلاً من أن تقول “الأمر صعب جداً”، ردد ما تقوله كلمة الله بشأن الظروف التي تمر بها. قل شيئاً مثل “الله يعتني بمشاكلي، استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني” (انظر فيلبي 4: 13).
تذكر أن المشاكل قد تكون أكبر منك ولكنها بكل تأكيد ليست كبيرة على الرب، كما أن الروح القدس سيعينك ويشجعك ويقويك، كل ما عليك هو أن تطلب منه.