
.
منذ بضع سنوات، قلت للرب “يا رب، أنا لا أفهم لماذا توقفت عن عمل تلك الأشياء الصغيرة لأجلي كما كنت تفعل في الماضي؟” وشعرت بالرب يجيبني قائلاً “أنا لم أتوقف يا جويس، ولكنك لم تعودي تلاحظيها أو تشعري بها كما كنتِ تفعلين في الماضي.”
أرأيتم! في بداية علاقتنا مع الله وبعد قبولنا المسيح مخلصاً لحياتنا، يبدو كل شيئ جديداً ونشعربمشاعر جياشة تماماً كما يحدث في العلاقات العاطفية ولكن، وبعد مرور الوقت، نشعر وكأن علاقاتنا جفت ولكن الحقيقة هي أنها لم تجف ولكنها تنمو.
الله لا يريدك أن تعيش في مرحلة الخطوبة إلى الأبد، ولكن شوق قلبه هو أن نكون مكرسين بالكامل له وفي علاقة عميقة ووطيدة معه. فهو يريدنا أن نعرفه ونعرف كلمته وطرقه وأن نلتصق به في أوقات الرحب كما في أوقات الضيق. يريدنا أن نطلبه لا لأجل ما يستطيع أن يفعله لأجلنا ولكن لذاته.
لننمو في علاقتنا إلى مستوى أعمق
يا لها من حقيقة رائعة ومجيدة: أن كل منا يستطيع أن يدخل في علاقة حميمة مع هذا الإله العظيم خالق السماء والأرض. ذلك الإله الذي أحبنا وبذل ابنه الوحيد يسوع المسيح لكي يفتدينا من الخطية ويسكن فينا بالروح القدس.
وكلما فكرت في خطة الله للبشرية، كلما فهمت رغبة الرسول بولس وشوق قلبه لأن يعرفه (انظر فيلبي 3: 10).
إن كنت تصارع مع الشك او تجهل طبيعة الله أو إن كنت ترغب في فهم العلاقة التي يريد الله أن يقيمها معك، أشجعك أن تصرف وقتاً في التعرف عليه ومعرفة صفاته وطبيعته.
تقول كلمة الله في هوشع 6: 3 “لنَعرِفْ (ولنتعرف عليه) فلنَتَتَبَّعْ (لنسعى ونستمر في سعينا) لنَعرِفَ (لنفهم وندرك مدى عظمة) الرَّبَّ (لنكرمه ونعتز به).”
هل يختبئ الله منا؟
هل تعرف أن الله يختبئ أحياناً حتى نطلبه ونسعى وراءه لنجده ونعرفه بصورة أعمق؟
ربما يختبئ الله منك وكل ما عليك أن تفعله هو أن تقول له بصدق أنك تريد أن تعرفه. اصرف وقتاً في الصلاة والحديث معه. عليك أن تبدأ من نقطة ما.
تعلن كلمة الله أننا إن طلبناه من كل قلوبنا وأعلنا احتياجنا الشديد له ، فسوف يُوجد لنا (انظر إرميا 29: 13).
يقول الكتاب المقدس عن الله أنه:
يهوة ألوهيم: الإله الواحد الحق
يهوه رافا: الرب الشافي
يهوه شالوم: إله السلام
يهوه يرأى: الرب المسدد الاحتياجات
يهوه نيسي: الرب رايتنا
يهوه مكداش: الإله الذي يُقدس
أشجعك أن تجعل المعلومات السابقة حقيقة شخصية في حياتك. نحن بحاجة لأن نعرف أن الرب هو شافينا وسلامنا والمسدد لكل احتياجاتنا وهو نصرتنا ورايتنا وبرنا والملجأ الذي نلجأ إليه وسط العاصفة. هو مانح الحكمة ومعطي القوة. إنه إلهك العظيم الرائع.
أشجعك أن تعلن قوة الله على حياتك بصورة يومية بأن تقول شيء مثل:
من هو الله؟ إنه كل شيء بالنسبة لي
أين يوجد؟ في كل مكان
متى يكون معي؟ في كل وقت
ماذا يعرف؟ يعرف كل شيء
إلهي عظيم هو كل ما احتاج.
لتزداد ثقتك بالله ولتنمو روحياً
كلما كنت مدركاً لمعية الله لك وكلما اتفقت مع ما تقوله كلمته، كلما امتلأ قلبك بالسلام والفرح.
وكلما تعمقت علاقتك معه، سيكون من الطبيعي أن يطالبك بالمزيد. تقول كلمة الله في عبرانيين 12: 6 أن الرب يؤدب من يحبه. فهو لن يتخذ قرارات نيابة عنك لأنه لا يبحث عن إنسان آلي وإنما يطلب بنيناً وبناتاً له.
إليك الرسالة المشجعة التي أود أن أنقلها إليك: لا تسمح ليوم من حياتك أن يمر دون أن تبتهج وتفرح بالرب، لا تدع نار المحبة في قلبك تبرد أو تخمد. ابحث عن رسائل المحبة التي خبأها لك في كلمته. ابحث عنه في ثنايا يومك وتفاصيل حياتك اليومية وابتهج وافرح به.