
.
مع بداية كل مرحلة جديدة من مراحل حياتنا سواء كان ذلك بداية عام جديد أو مرحلة دراسية جديدة أو حالة اجتماعية جديدة، نضع أهداف وخطط للمستقبل ونفكر في التغييرات التي علينا إتخاذها. إنها فرصة لبداية جديدة.
ربما ترغب في تغيير بعض الأمور في حياتك خلال هذه المرحلة أو ربما أعطاك الله حلماً أو رؤية لحياتك أو ربما تصلي من أجل تغيير إيجابي في علاقتك بشريك حياتك أو في أمورك المالية أو الأسرية. أو ربما تصارع مع الإدمان أو تعاني من مرض خطير وقد يبدو الأمر مستحيلاً.
أي كان الأمر –كبيراً كان أم صغيراً- أريدك أن تعلم أنه يوجد لنا رجاء لأن إلهنا هو إله البدايات الجديدة ولأنه لا يوجد مستحيل مع الرب. (انظر لوقا 1: 37).
وفي كل مرة نأخذ فيها خطوة إيمان ونضع ثقتنا في الرب أن يجري أموراً عظيمة في حياتنا، سيحاول عدو الخير بكل طريقة أن يمنعنا لأنه يريدنا أن نستسلم. ومن بين الحيل التي يستخدمها أنه يملأ أذهاننا بأفكار مثل “هذا أمر لن يحدث أبداً … لن تتمكن من تسديد كل ديونك … لن يتغير أولادك أبداً … لن تستطيع التغلب على الماضي”.
لكن الحقيقة هي أن الله يستطيع. يقول الكتاب في إشعياء 43: 19 “هأنَذا صانِعٌ أمرًا جديدًا. الآنَ يَنبُتُ. ألا تعرِفونَهُ؟ أجعَلُ في البَرّيَّةِ طَريقًا، في القَفرِ أنهارًا.”
كم أحب هذه الآية لأنها تقول أنه بغض النظر عن الظروف وأي يكن طول الطريق، أنا هو الله إله المستحيلات وأنا أستطيع أن أصنع في القفر نهراً إن دعت الحاجة إلى ذلك.
هل تواجه المستحيل؟ هل تعبت من انتظار التغيير؟ حسناً، إنه ليس وقت للإستسلام بل لتوقع المسحتيل والثقة بأن الله قادر أن يصنع في البرية طريقاً وفي القفر أنهاراً.
ثق أن الله سيغير الأمر
من السهل أن نفقد الأمل عندما تتعقد الأمور أو يبدو وكأن شيئاً لن يتغير. وفي بعض الأحيان يشعر البعض أنهم في سجن يصعب الخروج منه ويظنوا أن الاستسلام في هذه الحالة أيسىر وأسهل. ربما وصلت لهذه الحالة وتشعر بأنك لم تعد تقوى على المحاولة من جديد أو الاستمرار في إيمانك.
إن كان هذا هو حالك، دعني أخبرك أنك أقوى مما تظن لأن يسوع يسكن بداخلك. حتى وإن ظننت أن الأمر مستحيل، الله لديه الحل، فكلمة الله تقول أنه الطريق (يوحنا 14: 26). الله يريدك أن تضع رجاءك وثقتك فيه وأن تختار أن تؤمن أنه يستطيع أن يغير الظروف.
إن حياتي هي أكبر مثال على ذلك، فبسبب سوء معاملة والدي لي والإساءة التي تعرضت لها في طفولتي، لم أنعم ببداية جيدة وعندما بلغت 18 سنة كنت قد اختبرت ألم نفسي رهيب أثر على ذهني وشخصيتي وكل جزء من حياتي.
وبدا وكأن حياتي لن تتغير أبداً ولكن ديف كان يصلي من أجلي وكان يضع رجاءه في الرب. ولا أخفي عليكم الأمر، ففي كثير من الأحيان كنت أشعر أن التغيير أمر مستحيل وكم مرة فكرت في الاستسلام ولكني كنت أعرف أنها ليست طريقة الرب وأن علي أن أضع رجائي فيه وحده.
اليوم أستطيع أن أقول أن حياتي اختلفت تماماً، فالرب لم يشفيني فقط من جراح الماضي ولكنه سمح لي أيضاً أن أساعد أخرين لكي ينالوا الشفاء. لكن هذا ما كان ليحدث إن كنت قد استسلمت في تلك السنوات الأولى.
أنت في أفضل وضع لاستقبال المعجزة
إن كان الرب قد أعطاك حلماً ورؤية لحياتك، آمن أنها ستتحقق بغض النظر عن الأوضاع التي تبدو الأمور عليها اليوم.
نعم، الحياة صعبة ولهذا نحن بحاجة لقوة الروح القدس. تقول كلمة الله في أفسس 3: 20 “والقادِرُ أنْ يَفعَلَ فوقَ كُلِّ شَيءٍ، أكثَرَ جِدًّا مِمّا نَطلُبُ أو نَفتَكِرُ، بحَسَبِ القوَّةِ الّتي تعمَلُ فينا.”
عندما تشعر بالضعف، سيمنحك الروح القدس نعمة وقوة حتى تنهض من جديد وتتقدم للأمام. سوف يقود خطواتك نحو الحياة الرائعة التي أعدها الرب لأجلك ودورك هو أن تأخذ هذه الخطوات وألا تستسلم.
تذكر أن الفشل ليس معناه عدم وجود حلول ولكن عندما تفشل كل الطرق، بوسعك أن تحاول مجدداً وأن تحلم من جديد. ركز نظرك على الأمور الرائعة التي يصنعها الرب في حياتك واحتفل بالنصرة التي يعطيها لك وأنت سائر في الطريق.
أنا أؤمن أن الله أوجدنا لأمور رائعة وعظيمة وأنه خلقك لغرض ولديه خطة لحياتك لا يستطيع شخص آخر أن يتممها وقد وعد أنه سيعيننا حتى نكمل الأعمال الصالحة التي بدأها فينا. (انظر 1تسالونيكي5: 24؛ فيلبي 1: 6).
أي كان الأمر الذي عليك مواجهته اليوم، أشجعك أن تسمر وأن تصلي وتؤمن وتثق. تعهد ألا تقول أبداً “لا يوجد أمل” لأن رجاؤنا هو في الله. وعندما نضع رجاؤنا في الله، نكون في وضع استعداد لنوال معجزة من الله.