
.
كنت في الخمسين من عمري عندما أدركت أن الله يريدني أن أستمتع بحياتي. فبعد يوم عمل طويل وشاق، أتذكر أني جلست على الأريكة لأتناول بعض الفشار عندما تسللت إلي مشاعر الذنب التي كانت مألوفة لدي. حاولت على الفور أن أفهم لماذا أشعر بهذه المشاعر. عنذئذ تكلم الرب إلي قائلاً “لأنك تعتقدين أنك لا تستحقين التمتع بحياتك.”
لقد نشأت في منزل يتوقع من الأطفال أن يكونوا هادئين، وإن ضحكت أو لعبت كان أبي يقول لي “توقفي عن هذا الهراء” لكنه كان يُسر بي عندما يراني أعمل. وهكذا نشأت معتقدة أن قيمتي تكمن فيما أعمله لا في ذاتي.
بالطبع لم تكن هذه هي الحقيقة وكان علي أن أتعلم أن قيمتي هي في كوني في يسوع المسيح الذي أعطاني حياة لكي استمتع بها.
تقول كلمة الله في يوحنا 10: 10 “السّارِقُ لا يأتي إلّا ليَسرِقَ ويَذبَحَ ويُهلِكَ، وأمّا أنا فقد أتَيتُ لتَكونَ لهُمْ حياةٌ وليكونَ لهُمْ أفضَلُ.”
ومن بين الطرق التي يمكن أن نستمتع بها بحياتنا هي أخذ قسطاً من الراحة. فإن كنت واحداً من الذين يصعُب عليهم التمتع بالراحة دون أن تشعر بالذنب، أشجعك أن تستمتع بالراحة عن عمد وإليك بعض الأمور التي تعلمتها والتي كان من شأنها مساعدتي في التمتع بحياة خالية من التوتر والضغوط:
خذ فترات قصيرة من الراحة لمدة 5 دقائق
كثيرون ينتقلون من أمر لآخر دون أخذ قسطاً من الراحة ولكن الكتاب يوصنا أن نعيش حياة متوازنة (انظر 1بطرس 5: 8)
والحقيقة هي أن أداؤنا يصير أفضل إن أخذنا قسطاً من الراحة، لذلك تعلمت أن أخذ خمس دقائق راحة بين الحين والآخر.
على سبيل المثال، بعد التريض، آخذ خمس أو عشر دقائق راحة قبل أن أنتقل لعمل شيء آخر وبالفعل أشعر بطاقة متجددة.
فكر في الأوقات التي تشعر فيها بالتوتر أو الضغوط وقرر أن تأخذ قسطاً قصيراً من الراحة لكي تحيا حياة متوازنة.
بركة الثبات
من الواضح أننا لا يمكن أن نعيش في عطلة ترفيهية طوال الوقت، إلا أن يسوع يعلمنا في يوحنا 15 أن نثبت في الله وهذا يعني أن نعيش، ونبقى، ونجد راحتنا فيه وهذا ما نستطيع أن نفعله ونحياه كل لحظة من لحظات الحياة.
“إنْ حَفِظتُمْ وصايايَ تثبُتونَ في مَحَبَّتي، كما أنّي أنا قد حَفِظتُ وصايا أبي وأثبُتُ في مَحَبَّتِهِ. كلَّمتُكُمْ بهذا لكَيْ يَثبُتَ فرَحي فيكُم ويُكمَلَ فرَحُكُمْ..” –يوحنا 15: 10-11
هذا معناه أن لدينا كل ما نحتاج إليه من انتعاش وراحة وذلك عن طريق إلقاء حمولنا على الرب ووضع ثقتنا ورجاءنا فيه.
إنها الطريقة الوحيدة التي بها نستطيع أن نفرح وسط أتعابنا ونتمتع بالسلام والفرح أثناء اجتيازنا الأوقات الصعبة.
قال بولس الرسول في فيلبي 4: 11 “تعَلَّمتُ أنْ أكونَ مُكتَفيًا بما أنا فيهِ” وهكذا يجب أن نكون نحن أيضاً إن اخترنا أن نثبت فيه.
استقبل الآن وغداً
يقول الكتاب في يوحنا 16: 24 “إلَى الآنَ لَمْ تطلُبوا شَيئًا باسمي. اُطلُبوا تأخُذوا، ليكونَ فرَحُكُمْ كامِلًا.”
قد تكون من بين الأشخاص الذين يُجيدون السؤال ولكن هل تُحسن الأخذ أو الاستقبال؟
في بعض الأحيان، نتضايق عندما لا يمنحنا الآخرون ما نحتاج إليه ولكن الله يريدنا أن نذهب مباشرة إليه عندما نحتاج للحب أو المعونة أو التعضيد.
أقرا معي ماذا تقول كلمة الله في يوحنا 17: 13 “أمّا الآنَ فإنّي آتي إلَيكَ. وأتَكلَّمُ بهذا في العالَمِ ليكونَ لهُمْ فرَحي كامِلًا فيهِمْ.”
نعم، نعيش الآن حياة عادية على الأرض ولكن الحياة مع الله هي حياة تفوق الحياة العادية، فهو يريدنا أن نتمتع بحياة أفضل حتى أنها تفيض على الآخرين.
أشجعك ألا تعيش حياتك بدون التمتع بالفرح الفائق للطبيعة المُتاح لك من خلال يسوع المسيح. أسمح لنفسك أن تتمتع بالراحة فيه وأن تأخذ منه كل ما تحتاح إليه وبمعونة الله سيتحول يومك العادي إلى يوم أكثر من عادي.