
.
كم مرة تقوم بالضغط على زر إعادة التنبيه في ساعتك أو منبهك؟ كم مرة تمنيت لو لم تقل شيئاً؟ كم مرة تعيد استعادة المواقف في ذهنك متمنياً لو أنك تعاملت مع الموقف بطريقة مختلفة؟ وكم مرة تناولت طعاماً ما كان يجب عليك أن تتناوله؟
عندما يحدث ذلك، هل تتأثر حالتك المزاجية لفترة طويلة أم تستطيع أن تواصل يوماً دون أن تشعر بالندم أو الإحباط؟
هناك العديد من الأشياء التي نندم عليها. على سبيل المثال، جاء ديف لكي يوقظني صباح أحد الأيام، فقلت له أن يمهلني 45 دقيقة أخرى وعندما جاء ثانية، أتذكر أني شعرت بالندم لأني لم أستيقظ في المرة الأولى.
إنها الطريقة التي يعمل بها إبليس، فهو ينتظر حتى يفوت الوقت، ثم يعيد فتح الموضوع لكي يُشعرنا بالذنب والإدانة.
أما الله فيعطينا تحذيرات وتنبيهات في الوقت المناسب لكي يساعدنا أن نفعل الصواب ونغير من طريقة تفكيرنا قبل أن نرتكب الحماقات.
آرأيتم؟ إن كان تأخري في النوم 45 دقيقة أمر غير صحيح، لكان الله أعطاني تحذيراً بالروح القدس أو تنبيهاً في قلبي قبل أن اخلد ثانية للنوم وما كان لينتظر إلى ما بعد فوات الآوان ثم يملأني بمشاعر الندم وبالتالي لا أستطيع الاستمتاع ببقية يومي.
لكن ماذا لو كنت ارتكبت خطأ ما؟
والحقيقة هي أني حتى لو كنت نمت أكثر من اللازم أو قررت العودة مرة أخرى للنوم بدلاً من الاستيقاظ وبدء اليوم، الندم ليس هو الحل للمشكلة. بدلاً من الغرق في مشاعر الندم، علينا أن نعترف بخطأنا ونطلب من الرب أن يساعدنا بمزيد من ضبط النفس في المرة القادم ثم نواصل حياتنا.
هناك العديد من جوانب الحياة التي سيتسلل إليها إبليس ليحاول أن يجعلك تشعر بالندم وبالتالي يسلبك فرحك وسلامك، ولكن عليك أن تقاومه وتتمسك بفرحك عندما تكون مجرباً للاستسلام لمشاعر الندم.
عزم بولس الرسول أن يسعى لتحقيق خطة الله بدلاً من الشعور بالفشل ولم ينشغل عن ما هو في جوهره غاية في الأهمية.
دعني أشجعك أن تسترخي قليلاً وألا تحاول وتجاهد حتى تكون كاملاً. سلم كل التوقعات التي تتوقعها من نفسك لله واطلب منه أن يساعدك لكي تصل للوجهة التي يريدك أن تصل إليها ثم استمتع بما تبقى من يومك.
ثلاث خطوات للتخلص من مشاعر الندم:
- اعترف بضعفك وفشلك وأخطاءك
في كل مرة تشعر بأنك أخفقت، سيحاول عدو الخير أن يقنعك بأنك وقعت في مشكلة مع الله ولكن الحقيقة هي خطايانا سُترت في المسيح وأنه يحبك بالرغم من كل شيء.
بدلاً من الهروب من الله خوفاً منه أو البعد عنه بسبب مشاعر الخزي، اذهب إليه لأنه يحبك وتحدث معه بصراحة بشأن ضفعك وفشلك وأخطاءك.
تقول كلمة الله:
“إنِ اعتَرَفنا بخطايانا فهو أمينٌ وعادِلٌ، حتَّى يَغفِرَ لنا خطايانا ويُطَهِّرَنا مِنْ كُلِّ إثمٍ.” 1يوحنا 1: 9
- تب عن الخطأ الذي ارتكبته
التوبة هي الشعور الصادق بالأسف والرغبة في إحداث تغيير حقيقي. إن لم تكن مستعداً لأن تتوب، اطلب من الله أن يساعدك وإن كنت مستعداً للتوبة، فاعزم في قلبك على فعل الصواب في المرة القادمة.
قد تحتاج أن تقبل نتيجة خطأك ولكن ليس عليك أن تصرف دقيقة واحدة في الندم عليها.
تقول كلمة الله:
“توبوا وارجِعوا لتُمحَى خطاياكُمْ، لكَيْ تأتيَ أوقاتُ الفَرَجِ مِنْ وجهِ الرَّبِّ.” أعمال 3: 19
- ثق أن الله سيجعل كل الأشياء تعمل معاً للخير
الله صالح وبغض النظر عما يحدث، هو قادر أن يجعل كل الأشياء تعمل معاً لخيرك! فبدلاً من التذمر بشأن ظروفك أو التحلي بإتجاه قلبي سلبي، اكرم الله واعلن إيمانك بصلاحه ورحمته.
صلاة شكر: يا رب، أعلم أنه عندما أسلم الأمور بين يديك، سيصير كل شيء للأفضل. أشكرك لأنك تحبني بالقدر الكافي لكي تجعل كل الأشياء، بما فيها الفوضى التي تسببت فيها، تعمل لخيري. أصلي أن تساعدني لكي أنمو روحياً وأن أعطيك المجد دائماً. آمين.
تقول كلمة الله:
“نَحنُ نَعلَمُ أنَّ كُلَّ الأشياءِ تعمَلُ مَعًا للخَيرِ للّذينَ يُحِبّونَ اللهَ، الّذينَ هُم مَدعوّونَ حَسَبَ قَصدِهِ.” رومية 8: 28