– بقلم جويس ماير
لن تتوقف عن التعلم مهما طال عمرك لأن كل لحظة في كل يوم تحمل فرصة جديدة لتعلم أمر جديد لم تكن تعرفه من قبل. وطالما كنا مفتوحين، سيعلمنا الله أمراً جديداً كل يوم.
أنا لازلت أتعلم وأعرف أني سأظل أتعلم وما يعلمه لي الله كل يوم عن المحبة لا يزال يغير حياتي. الآن، أستطيع أن أقول بكل أمانة “يا رب، انزع من حياتي كل شيء يشدني للخلف وخذ أي شيء يمنعني من السلوك بالحب وإيجاد الشبع الحقيقي في حياتي. بكلمات آخرى أقول “يا رب، لتكن حياتي محبة، ساعدني لكي أسلك بكل حب نحو الآخرين.”
الحب يتأقلم ويتكيف
لقد تعلمت أن عدم الأنانية هي أحد أهم أوجه الحب ويصفها الكتاب المقدس بالاستعداد للبذل لآجل الآخرين. لقد تعلمت أن الحب الحقيقي سيتأقلم ويتكيف باستمرار ليتناسب مع احتياجات ورغبات الآخرين.
الشخص الذي تعلم أن يحب بكل قلبه لا يمكن أن يكون أنانياً لأنه بالتأكيد تعلم كيف يتكيف ويتأقلم مع احتياجات الآخرين، أما الشخص الأناني فقلبه قد تقسى ومن الصعب عليه أن يضحي من أجل أحد بل يتوقع من الجميع أن يتكيف مع احتياجاته وطلباته. إنه ببساطة شخص لا يعرف كيف يتكيف مع الآخرين دون أن يغضب أو يتضايق.
كان التكيف والتأقلم مع رغبات الآخرين واحتياجاتهم أمر صعب عليّ إلى أقصى حد ولكي أكون أمينة كنت دائماً أريد أن تسير الأمور بطريقتي وعلى هواي وكنت أغضب جداً عندما يحدث عكس ذلك. لقد كنت أنانية! كنت أريد الحصول على ما أريده وفي الوقت الذي أريده. لم أكن لاحتمل انتظار شخص آخر أو التخلي عن رغباتي لكي اتأقلم مع جدول شخص آخر.
بدأ الله يرقق قلبي وبالتدريج تعلمت ملاحظة احتياجات الآخرين ومنحني الله شفقة ورغبة في تسديد احتياجات الآخرين أولاً قبل احتياجاتي.
وببطء تعلمت أن أسلك بالمحبة وتعلمت أن أقدم احتياجات الآخرين على رغباتي وتعلمت أن أُظهر محبتي لهم بطرق مختلفة ومتنوعية تتناسب مع شخصيتهم. فعلى سبيل المثال قد يحتاج أحد أبنائي أن أخصص وقتاً نقضيه معاً بينما قد تحتاج إحدى صديقاتي إلى تشجيع مستمر أكثر من الآخريات.
التعبير عن المحبة لا يكفي
في كل مرة أشعر بالإجهاد نتيجة لكوني مُتاحة لتلبية احتياجات الآخرين أذكر نفسي دائماً بالسنوات التي كنت فيها أنانية وكم كانت حياتي تعيسة وبائسة وقتها. الآن أنا أحاول تعويض تلك السنين ولكن التعبير عن المحبة بالكلام لا يكفي. نحتاج أن نفعل شيئاً لكي نسدد احتياجات الآخرين.
يحب زوجي ديف لعب الجولف لذلك أحاول تخصيص وقتاً في جدولنا يتيح له أن يمارس رياضته المفضلة ولكني لم أكن هكذا قبلاً فقد كان ذهابه للعب الجولف يغضبني ويجعلني بائسة لأني لم أكن قد تعلمت أن أتكيف مع احتياجاته ورغباته وكنت أريده أن يتأقلم هو مع احتياجاتي وجدولي.
لم ألاحظ أبداً أن ديف كان دائم التكيف مع احتياجاتي ولم أرى الأمور التي كان يفعلها من أجلي، فقط كنت أرى الأمور التي لم يكن يفعلها مما وتر علاقتنا وأفسدها. كم أنا سعيدة أني تعلمت كيف أتكيف وأتأقلم ولم يكن الأمر سهلاً ولكنه أنقذ زواجنا.
عندما نتعلم كيف نحب، سنحظى بعلاقات صحية وصحيحة مع الآخرين وسيكون هو أن نضع الآخرين أولاً وقبل أنفسنا وسندرك أن المحبة الحقيقية هي محبة باذله وستختفي الأنانية من حياتنا.