
.
لدى الله خطط عظيمة لحياتنا، وهو يضع أحلاماً وأشواقاً في قلوبنا ولكن في بعض الأحيان يقف الخوف عائقاً بيننا وبين هذه الأمور الرائعة خاصة إن كنا سنقدم على تجربة أمراً جديداً.
إنها الطريقة التي يحاول من خلالها عدو الخير أن يمنعنا من التقدم للأمام: فهو يضع الخوف في قلوبنا. لكن بدلاً من الاستسلام للخوف، نستطيع أن نختار الجرأة والثقة والشجاعة التي لنا في المسيح.
من المهم هنا أن ندرك أن الشجاعة ليست غياب الخوف وإنما التقدم للأمام بالرغم من مشاعر الخوف. فإن فعلنا ذلك، ثق أن الله سيجتاز بنا مخاوفنا لنتمم مشيئته الصالحة والمرضية لحياتنا.
لا يريدنا الله أن نحيا حياة خجل أو ضعف أو خوف أو ملل، بل يريدنا أن نتحلى بالجرأة والشجاعة والثقة وعدم الخوف ونحن بصدد تجربة أمر جديد وستندهشوا من الأمور العظيمة التي سيصنعها الله من خلالنا إن خطونا بالإيمان.
ماذا فعل يشوع؟
يعتبر يشوع مثالاً لرجل أخذ خطوات إيمان في مواجهة الخوف.
عندما مات موسى، وضع الله على يشوع مسئولية عظيمة لكي يقود شعب إسرائيل إلى أرض الموعد ولا شك أنه شعر بالخوف من كل ناحية.
إلا أن يشوع تقدم بالرغم من الخوف لكي يصل إلى الأرض التي أعطاها له الرب.
عندما يطلب الله منك أن تترك كل ما هو مألوف، لتكن كلمة الله مصدر تشجيع لك حتى تواصل تقدمك للأمام. ثق أننا عندما نخطو نحو الأمور التي أعدها الرب لنا، ستحل مسحة الرب علينا وستجعل المستحيل ممكناً.
تقول كلمة الله في رسالة يوحنا الأولى 2: 27 “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَٱلْمَسْحَةُ ٱلَّتِي أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ.”
أريد أن يثبت هذا الحق فيك: فالمسحة التي أخذتها من الله ثابتة فيك. لماذا إذاً تحيا حياة مُملة بينما أعد الله لك حياة رائعة ومثيرة؟
من الجيد أن نجرب أموراً جديدة
أريدك أن تثق في أن ما سمعته من الرب هو لك. قد لا تحصل على تشجيع من العائلة أو الأصدقاء خاصة وإن كان الأمر في بدايته، لكن إن تجرأت بما في الكفاية واتبعت الله بدلاً من السير وراء مخاوفك، فسوف يشددك ويقويك.
إنه امتياز رائع ألا نحيا وفقاً لما تقولك كلمة الله وللرؤية التي يضعها في قلوبنا بدلاً من أن نحيا وفقاً للظروف.
قد لا يعلن لك الله كل تفاصيل دعوته لك في البداية ولكن ثق أنه سيقودك في كل خطوة صغيرة تتخذها.
تقول كلمة الله في سفر العدد 9: 18 “حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَحِلُونَ، وَحَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ. جَمِيعَ أَيَّامِ حُلُولِ ٱلسَّحَابَةِ عَلَى ٱلْمَسْكَنِ كَانُوا يَنْزِلُونَ.”
لم يذهب شعب إسرائيل في طريق لم يقودهم الله فيه. تخيل كم ستكون حياتنا رائعة إن فعلنا كما فعل شعب إسرائيل؟
خذ خطوة واكتشف الأمر
إن أخطأت أو خرجت عن الطريق الصحيح، تذكر أنها ليست نهاية العالم، فالله سيعينك دائماً حتى ترجع من جديد. لا تدع خطأك يحدد نهاية طريقك وإنما مؤشر للبدء من جديد.
ألن يكون أمراً رائعاً أن ننظر للوراء ونتذكر الرحلة التي سار الرب فيها معنا وأن نحتفل بعمله في حياتنا؟
إن شعرت بالرب يضع أمراً على قلبك، خذ خطوة إيمان واكتشف إن كان الأمر منه أم لا. لا تدع الآخرين يأخذون قراراً بدلاً عنك بل سر وراء الرب واكتشف خطته لحياتك لإنها السبيل الوحيد للشبع ولتتميم كل الأمور العظيمة التي أعدها الرب لك.