
.
الكثير من الأمور التي نفعلها كل يوم هي نتيجة لعادات كوّناها على مدار الوقت. وبينما كنت بصدد تكوين عادات صحية وأساليب حياة جديدة، وجدت أن قضاء الوقت في محضر الرب ومعرفة طرقه من أهم العادات وأكثرها فائدة ونفعاً لحياتي.
دعوني أخبركم من واقع الخبرة أن معونة الله والتمتع بقضاء الوقت في محضره أمران غاية في الأهمية لأنه صاحب الفضل في كل نجاح وكل صلاح في حياتنا ولأننا بدونه لا يمكن أن نفعل شيء ذي قيمة. إن قضاء الوقت مع الله في الصلاة ودراسة الكلمة أساس التمتع بحياة رائعة وتتميم مشيئته لحياتك.
نعم، يمكننا أن نطور من ذواتنا عن طريق التدريب وقد ننجح ولكن لقوة الإرادة محدوديتها كما أنه لا يوجد ما يمكن أن يأخذ مكان العلاقة الصحيحة والصحية مع الله.
أحب ما جاء في عبرانيين 11: 6 “لَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لَا يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لِأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ ٱلَّذِي يَأْتِي إِلَى ٱللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي ٱلَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ.” الله يقترب لكل من يقترب إليه وسيملأ حياتهم بالقوة والسلام والفرح والنعمة والبركة .
فالصلاة لا تغير الأمور فقط ولكنها تغيرنا نحن أيضاً. فإن طلبنا الله بكل قلوبنا، سنتغير مع الوقت وبالتدريج لنصير أناس أفضل.
الأولويات
عندما نمتحن عاداتنا اليومية، من المهم أن نسأل إنفسنا: هل الله هو الأولوية في حياتنا؟
في كثير من الأحيان يكون من السهل أن نضع أنفسنا أو سمعتنا أو أصدقاءنا أو ممتلكاتنا أولاً والحقيقة هي أننا إن واصلنا وضع كل هذه الأمور قبل الرب، فإننا نضيع على أنفسنا فرصة عظيمة ونهدر ما يريد الله أن يمنحنا إياه.
لقد حاولت لسنوات عديدة أن أضع الله في جدولي ولكني لم أجد الوقت له. كانت دوافعي جيدة ولكني كنت دائماً أُؤجل وأقول لنفسي أني سوف أصرف وقتاً مع الرب لاحقاً أو بعد الإنتهاء من هذا الشيء.
فماذا كانت النتيجة؟ لم تسر الأمور جيداً سواء في حياتي الشخصية أو في الخدمة وكنت مضطربة طوال الوقت وبدا وكأني لا أحرز أي تقدم. لكن شكراً للرب الذي تعامل معي وعلمني أن أجعل جدولي يتماشى مع جدول الله لحياتي وأن أضعه أولاً بدلاً من محاولاتي لدمجه في جدولي اليومي.
قال يسوع في متى 11: 28 ” تَعَالَوْا إِلَيَّ يا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلثَّقِيلِي ٱلْأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.”
إن الحل لمشاكلي ومشاكلك بسيط للغاية: تعال إلى يسوع!
إنه ليس برنامج نتبعه وإنما ببساطة عادة نتبناها بأن نضع الله أولاً في كل شيء. لأننا إن طلبنا ملكوته أولاً، فسيمنحنا كل هذه الأشياء التي نحتاج إليها. (انظر متى 6: 33).
من أين أبدأ؟
جاءت إلي حفيدتي البالغة من العمر عشر سنوات وقالت لي “يا جدتي، هل من الممكن أن تخبريني كيف أصرف المزيد من الوقت مع الله، لأني مشغولة جداً” قلت لها، حبيبتي، إن كنت تظنين أنك مشغولة الآن، فما بالك بعشر سنوات من الآن!
لقد أخبرتها بما سوف أخبركم به الآن: فقط ابدأ. كثيرون لا يبدأون لأنهم يظنون أن الأمر يحتاج إلى وقت طويل ولا يقضون وقتاً مع الرب لأنهم لا يعرفون من أين يبدأون.
نصيحتي إليك هي أن أن تصرف وقتاً في الصباح في الصلاة والتحدث إلى الله وقراءة الكلمة ولو حتى لمدة خمس دقائق.
وإن كنت تخطط لقضاء الوقت في محضر الرب في وقت لاحق خلال النهار، اشجعك أن تصرف بضع دقائق معه في الصباح حتى تبدأ يومك بالتفكير في الله والاعتراف بسيادته وطلب المعونة منه. ببساطة تستطيع أن تقول “أحبك يا رب وأشكرك على عملك في حياتي والبركات التي تغمرني بها. أعلن احتياجي لك اليوم، ساعدني.”
نشعر بالهزيمة في بعض الأحيان لأننا نظن أن علينا أن نبدأ من حيث ننتهي أو لأننا نحاول تقليد شخص آخر ولكن الحقيقة هي أن الله يريد أن يتقابل معك الآن وحيثما أنت. وبينما تأخذ خطوة إيمان نحوه، سيعطيك الله ما تحتاج إليه من قوة ونعمة.
تذكر أن عليك أن تبدأ حتى لو كانت البداية بسيطة، فإن أردت أن تتبنى عادة جديدة بصرف الوقت مع الرب، عليك أن تبدأ حتى وإن بدت هذه البداية بسيطة للغاية.