
.
-بقلم جويس ماير
أنا أعلّم عن موضوعات كثيرة ولكني أؤمن أن دعوتي الأساسية هي مساعدة المؤمنين أن ينمو وينضجوا في المسيح لكي يستمتعوا بالحياة الرائعة التي أعدها الله لهم.
وأنا شخصياً أعتقد أن أكثر الأمور المُحزنة هي أن يقبل شخص يسوع المسيح مخلصاً لحياته دون أن ينمو لينال مواعيد الله لحياته.
إنه لأمر رائع أن يبدأ الشخص علاقة مع يسوع المسيح وأن يعرف أنه سيقضي الأبدية معه في السماء ولكن الله أعد لنا أمور رائعة لكي نعملها بينما نحن هنا على الأرض.
لننمو ولنتقوى من الداخل للخارج
كشابة مؤمنة، كنت أذهب للكنيسة لسنوات ولكني لم أتعلم شيئاً عن النمو الروحي. كنت أحب الرب من كل قلبي ولكن لم أتغير. كنت ناقدة ومتمردة وكنت أحكم على الآخرين مثلما كنت أفعل في السابق. وبالرغم من أني كنت أعلم أن عليّ أن أكون أفضل حالاً، إلا أني كنت تعيسة بسبب المشاكل التي عانيتها.
إنها أكثر حيل إبليس فاعلية؛ فإن لم ينجح في أن يمنع الناس من قبول رسالة المسيح والاعتراف بيسوع مخلصاً لحياتهم، فسوف يفعل كل ما بوسعه حتى يمنعهم من النمو روحياً حتى لا يختبروا الفرح والسلام وكل المواعيد التي وعدنا به الرب في كلمته.
عندما نولد من جديد، يسكن الروح القدس في قلوبنا ويودع الله بداخلنا كل ما نحتاج إليه لكي نعيش حياة رائعة وعظيمة.
تقول كلمة الله على سبيل المثال في غلاطية 5: 22-23 “وأمّا ثَمَرُ الرّوحِ فهو: مَحَبَّةٌ، فرَحٌ، سلامٌ، طولُ أناةٍ، لُطفٌ، صَلاحٌ، إيمانٌ، وداعَةٌ، تعَفُّفٌ. ضِدَّ أمثالِ هذِهِ ليس ناموسٌ.”
هل تعلم أن كل هذه الأمور موجودة بالفعل بداخلك؟ تقول: إن كان هذا هو الحال، فلماذا لا أختبر أي من هذه الأمور في حياتي؟
حسناً، عندما يتعلق الأمر بعملية النضح، هناك دور يجب أن نقوم به وهو التعاون مع الله لكي ننمي هذه الصفات في حياتنا حتى نختبر النمو ونصير أكثر شبهاً به. كيف لنا إذاً أن نفعل ذلك؟ يبدأ الأمر بقضاء وقت في كلمة الله بصفة مستمرة.
بذور كلمة الله
يقول الرسول في رسالته إلى العبرانيين 4: 12 “لأنَّ كلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وفَعّالَةٌ وأمضَى مِنْ كُلِّ سيفٍ ذي حَدَّينِ، وخارِقَةٌ إلَى مَفرَقِ النَّفسِ والرّوحِ والمَفاصِلِ والمِخاخِ، ومُمَيِّزَةٌ أفكارَ القَلبِ ونيّاتِهِ.”
عندما نصرف وقتاً في قراءة كلمة الله، فنحن بالفعل نقضي وقتاً مع الله وكلمته قادرة أن تغيرنا ؛ تغيير طريقة تفكيرنا وسلوكنا وتغير الطريقة التي نرى بها الله وننظر بها إلى أنفسنا وإلى العالم من حولنا.
أشجعك أن تصرف وقتاً في قراءة ما جاء في رومية 12: 2. اقرأ هذا الجزء ببطء واسمح لهذه الآية أن تخترق قلبك، إنها آية غيرت حياتي وسوف تغير حياتك أيضاً:
“ولا تُشاكِلوا هذا الدَّهرَ، بل تغَيَّروا عن شَكلِكُمْ بتجديدِ أذهانِكُمْ، لتَختَبِروا ما هي إرادَةُ اللهِ: الصّالِحَةُ المَرضيَّةُ الكامِلَةُ.”
آرأيتم، لدى الله إرادة صالحة ومرضية لحياتنا، ودورنا هو أن نجدد أذهاننا بكلمة الله قبل أن نتمكن من اختبار هذه الأرادة الصالحة.
الصبر أمر ضروري
من المهم أن نتذكر أن النمو الروحي عملية تستغرق وقتاً. فعندما بدأت في قراءة ودراسة الكلمة، أدركت على الفور الأمور التي كنت بحاجة إلى تغييرها ولوقت شعرت بالإدانة لأني لم أصل للمستوى اللائق.
ومع الوقت أدركت بمعونة الله أنه لا يعلن لنا هذه الأمور لكي يديننا أو ليجعلنا نشعر بالذنب ولكنه يبكتنا على سلوكنا حتى يساعدنا كي ننمو وننضج في هذه الجوانب.
على سبيل المثال، كنت متمردة إلى حد كبير في سنوات زواجنا الأولى وبسبب إساءة والدي لي، فقدت الثقة في الرجال بصفة عامة وتعهدت ألا أسمح لأي رجل أن يجبرني على شيء بعد الآن.
ولكن عندما درست كلمة الله أدركت أن سلوكي تجاه زوجي ديف كان خاطيء. طلب مني الرب أن أسلك بالمحبة تجاه ديف في كلامي معه وفي إتجاه قلبي نحوه وسلوكي تجاهه. لم يكن الأمر بهذه السهولة بالنسبة لي ولكن الله أعطاني نعمة لكي أفعل ما طلبه مني، فهو لا يتوقع منا أن نتغير بقوتنا الخاصة، فالله وحده قادر أن يغيرنا.
وهكذا، ورويداً رويداً، وبنعمة الله بدأت أتغير وأنضج. لقد غيرني الرب من إنسانة وقحة وناقدة وفظة ومتمرة إلى شخص لطيف ولكنها عملية استغرقت وقتاً ولم تحدث بين ليلة وضحاها.
لست كاملة ولكني أتغير
تقول كلمة الله في 2كورنثوس 3: 18 “… نَتَغَيَّرُ إلَى تِلكَ الصّورَةِ عَينِها، مِنْ مَجدٍ إلَى مَجدٍ…”
الله يغيرنا رويداً رويداً ولن يصير أي منا كاملاً حتى نصل للسماء، إنها الحقيقة. ولكن طالما أننا هنا على الأرض، فالله يريدنا أن نتعاون معه لكي ننمو وننضج.
وبينا نتغير باستمرار وننمو روحياً منتقلين من مجد إلى مجد، سنختبر هذا السلام والفرح العجيب الذي لا يمكن أن يمنحه لنا سوى الله وسنظهر للعالم الصورة التي يجب أن يكون عليها أبناء الله.