هل تتمتع بعلاقات جيدة مع الآخرين؟
إنه سؤال مهم وذلك لأننا ببساطة محاطين بالناس، فهم جزء من عائلاتنا وعملنا وجيراننا ولا نستطيع أن نعيش بمعزل عنهم أو نهرب منهم.
كما أن الناس الموجودين في حياتك لن يكونوا في الحالة التي تأملها أو تتمناها طوال الوقت.
وقدرتك على التعامل مع الآخرين بطريقة جيدة وصحية تؤثر على نوعية الحياة التي تحياها، لذلك من المهم أن نعرف كيف نتعامل مع كل النوعيات من البشر وليس فقط هؤلاء الذين نحبهم أو نفضل التواجد معهم.
أنا شخصياً كان علي أن أتعلم فن العمل مع كل أنواع الناس لأني أعمل مع مئات الأشخاص المختلفين.
إن كنت في وضع مشابه، سيختلف حديثك من شخص لآخر وذلك نتيجة لفهمك لشخصياتهم وستتعلم ألا تتوقع نفس الشيء من الجميع.
إليك السبب الرئيسي لحدوث مشاكل في علاقاتنا مع الآخرين: نحن نحاول أن نمنحهم ما نحتاج نحن إليه بدلاً من منحهم ما يحتاجون إليه.
ما هي اهتماماتهم؟
مشكلتنا في علاقاتنا مع الآخرين ليست في عدم اكتشافنا لاحتياجاتهم الشخصية لأننا إن راقبناهم عن قرب لعرفنا الأمور التي تعني الكثير بالنسبة لهم.
لكن كثيرون ينحصرون في ذواتهم. إليك بعض الأمثلة:
من يعبرون عن آرائهم الشخصية لا يدركون أن هناك من لا يريدون سماع آرائهم.
الشخص الذي يريد أن يكون دائماً على صواب لا يدرك أن هناك من يريد أن يكون على صواب من وقت لآخر.
من يتحدث كثيراً لا يفهم أن هناك من يريد التعبير عن رأيه في بعض الأحيان.
إن أردت أن تتمتع بعلاقات أفضل، فكر أكثر في الآخرين ولاحظ احتياجاتهم.
على سبيل المثال: إن أردت أن أكون زوجة فاضلة وبركة لزوجي ديف، علي أن انتبه للأمور التي يحبها. علي أن أتوقف وأستمع له عندما يتحدث عن أحلامه وتفضيلاته والأمور التي يحب أن يفعلها وبعد ذلك علي أن أفعل ما هو أهم وهو أن أتجاوب مع ما عرفته واكتشفته عنه.
التطبيق العملي
هنا تظهر المحبة العملية: هل تشمل الآخرين في أفكارك وأفعالك؟
كما سبق وذكرت، السلوك بالمحبة يتطلب معرفتنا بالآخرين والاستماع لهم وليس فرض آراءنا عليهم.
كم أشتاق لرؤية أولاد الله يسلكون بالمحبة ويفعلون ما فعله يسوع.
يقول الكتاب في سفر الأعمال 10: 38 ” يَسُوعُ ٱلَّذِي مِنَ ٱلنَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ ٱللهُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَٱلْقُوَّةِ، ٱلَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ ٱلْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لِأَنَّ ٱللهَ كَانَ مَعَهُ.”
عمل الخير لزوجي قد يعني ببساطة أن استمع له يتحدث عن الجولف -رياضته المفضلة- لمدة 20 دقيقة وأن استمع له بكل كياني.
السلوك بالمحبة يعني أيضاً معاملة الجرسون في المطعم باحترام. فهل تعامله بوقاحة أم تتفهم طبيعة عمله الصعبة؟
بدلاً من التذمر والشكوى، كن لطيفاً معه وتفهم ظروفه وكن كريماً معه.
هذا ما يفعله الشخص الذي يسلك بمحبة لأن هذا هو ما فعله يسوع أيضاً.
الأمر بسيط للغاية
نحتاج أن نتخلى عن ذواتنا لأننا عندما نفعل ذك سيغمرنا الرب ببركاته حتى تفيض علينا وعلى الآخرين.
أرأيتم؟ الله يريدنا أن نتحمس وأن نكون شغوفين بمحبة من حولنا كل يوم من أيام الحياة وذلك عندما نفعل أموراً من شأنها أن تسدد احتياجاتهم.
خذ وفتك في دراسة من حولك وانتبه لما يحتاجون إليه، ثم اسلك بالمحبة تجاههم وستتحسن علاقاتك معهم وستتمتع بعلاقات جيدة مع من يضعهم الرب في حياتك.