
.
في رأييّ، هناك أمور رائعة تحدث حول العالم وربما أكثر من الأمور السلبية أو السئية ولكن الحقيقة هي أن وسائل الإعلام تُضخم الشر والأمور السلبية حتى أننا نشعر بأنها تفوق طاقتنا على الاحتمال. افتح على سبيل المثال أي قناة من قنوات الأخبار أو تناول أي جريدة أو مجلة وستجد أنها تمتلئ بأخبار جرائم قتل وسرقة وحروب ومجاعات وكل المآسي المُفجعة.
نعم، نريد أن نكون على دراية بما يحدث حولنا ولكن ليس علينا أن نتكلم عن مشاكل العالم بصورة مكثفة أو بدون غاية أو هدف لأن ذلك يخلق جواً من البؤس والكآبة!
مؤخراً كنت في غرفة مع أشخاص يتحدثون عن عدد من أصحاب الأعمال الحرة الذين أعلنوا إفلاسهم ثم ذكروا شخصين آخرين على وشك الإفلاس وعلى الفور شعرت بجو من الكآبة، فقلت، حسناً، أنا لا أعتقد أن الله سيعلن إفلاسه قريباً وهو إلى جانبنا ويسير معنا. وعلى الفور تغير سياق الحديث وصار أكثر بهجة.
وأنا هنا لا اقترح عليكم أن تتجاهلوا الواقع ولكن أن تختاروا كلماتكم. فبدلاً من تغذية أفكارنا وكلماتنا بالأخبار السيئة، يمكننا أن نختار أن نتكلم عن الأخبار الجيدة وما هو صالح ومُبهج.
عن ماذا تتحدث؟
نحن نُكثر الحديث وفي كثير من الأحيان لا ننتبه لما نقوله ولا لمدى تأثير ما نقوله علينا او على الآخرين.
وإن كنا أمناء مع أنفسنا، سنجد أن حالتنا المزاجية السيئة مرتبطة ارتباط مباشر بحواراتنا وكلماتنا، بل وسنجد أن بعض من مشاكلنا مرتبط باختياراتنا السيئة للكلمات التي ننطق بها.
أريد أن أشجعك أن تصرف بعض الوقت في التفكير في نوعية الموضوعات التي تتكلم عنها والحوارات التي تستمتع بها وتشترك فيها.
السبيل إلى التمتع أكثر بالحياة
قد لا تكون كلماتك هي سبب كل مشاكلك ولكن ربما تتسبب في البعض منها. لذلك يجب أن ننتبه لهذا الأمر ونحن بصدد البحث عن سبب المشاكل التي تواجهنا في الحياة.
كلنا سنواجه تحديات مختلفة في الحياة، ويستطيع كل منا أن يزيد الأمر سوءاً أو يجعل الأمر أفضل باختيارنا للطريقة التي نتحدث بها عن هذه التحديات. وأنا شخصياً أعرف أننا لن نستطيع تغيير كل الظروف لتكون مواتية بمجرد التحدث بإيجابية عنها ولكني أؤمن أن الكثير منها سيصير أهون بكثير إن اخترنا أن نتفق مع الله بشأنها ونتعلم أن نقول ما يقوله هو عنها.
أنا متأكدة من أن الحديث السلبي يؤثر بطريقة سلبية علي حياتنا بعكس الكلام الإيجابي . فلماذا لا نختار أن نتحدث بإيجابية لنرى نتائجها الإيجابية على حياتنا؟