
.
تُرى، ما هي حالة ذهنك؟ وهل لاحظت أن حالته تتغير؟ هل لاحظت أنك تكون هادئ وفي سلام وواثق من نفسك في موقف معين بينما تتوتر وتقلق وتشعر بعدم الأمان حيال موقف آخر؟
في بعض الأوقات في حياتي كنت قادرة على إتخاذ قرار بسهولة وبسرعة وكنت متمسكة به، وفي أوقات أخرى لم استطع اتخاذ قرار بسبب الشكوك والمخاوف والشعور بعدم الأمان وكنت مترددة للغاية وغير قادرة على أخذ قرار بالمرة.
في هذه المرحلة من حياتي لم أكن أعرف أن بوسعي أن أتحكم في أفكاري. كنت مؤمنة لسنوات طويلة ولكني لم أسمع تعليماً عن الحالة التي يجب أن يكون عليها ذهن المؤمن.
وعندما بدأت دراسة الكتاب المقدس وأخذت علاقتي بالله على محمل الجدية، أدركت أن الكثير من مشاكلي سببها أسلوبي الخاطئ في التفكير.
تقول كلمة الله في رومية 12: 2 “وَلَا تُشَاكِلُوا هَذَا ٱلدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ ٱللهِ: ٱلصَّالِحَةُ ٱلْمَرْضِيَّةُ ٱلْكَامِلَةُ.” وفي رومية 8: 6 تقول “لِأَنَّ ٱهْتِمَامَ ٱلْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلَكِنَّ ٱهْتِمَامَ ٱلرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلَامٌ.”
تعلمنا هذه الآيات أننا سنفهم إرادة الله ومشيئته لنا عندما نختار أن تكون أفكارنا بحسب فكره وهذه الطريق في التفكير تجعلنا في سلام بشأن القرارات التي نتخذها.
كان ذهني غير المُدرب -بسبب تحّكم طبيعتي الخاطئة في طريقة تفكيري- السبب في ذهني المُشوش وعدم قدرتي على إتخاذ القرارات، لذلك حاولت حل المشكلة برفضي للأفكار الخاطئة التي كان تراود ذهني ولكني اكتشفت إنها سرعان ما تعود مرة أخرى.
كثرون يعانون من ذات المشكلة وذلك لأنهم سمحوا لأذهانهم أن تفكر بطريقة خاطئة لسنوات عديدة ولم يمارسوا مبدأ تدريب الذهن والتحكم في أفكارهم.
لكني –بمعونة الرب- تعلمت أن أدرب ذهني ليركز على ما أقوم بفعله وأن يتفق مع ما تقوله كلمة الله وطرقه. لم يكن الأمر سهلاً وفي كثير من الأحيان كنت أعود للطريقة السلبية في التفكير ولكني صرت مدركة لأهمية عدم السماح لذهني بأن يفكر فيما يحلو له.
تذكر أن الذهن هو الأرض التي تدور عليها معاركنا مع إبليس وأن التردد أو عدم القدرة على إتخاذ القرار ما هما إلى نتيجة لخسارتنا في المعركة. وهنا نحتاج أن نعيد تدريب أذهاننا من جديد لتتفق مع كلمة الله.
اطلب من الرب أن يعينك وارفض أن تسمح لذهنك أن يفكر كما يحلو له. اضبط أفكارك وركز في الأمور التي تريد القيام بها. كن صبوراً من نفسك وذلك لأن كسر العادات السيئة وتكوين عادات جديدة مهمة شاقة تتطلب الكثير من الوقت.
والشيء الأهم هو أن تصرف وقتاً في التأمل في كلمة الله والسماح لها بأن تجدد ذهنك وأنا أثق أنها ستمّكنك من ربح المعركة الدائرة في ذهنك.