
التغلب على الاكتئاب
– بقلم جويس ماير
هل تتوقف سعادتك على إذا ما كانت كل أمور حياتك في نصابها الصحيح أم لا؟ إن كنت تظن أنك لن تكون سعيداً إلا عندما تتغير الظروف لتكون مثالية، فلن تسعد أبداً. كلنا نختبر أوقاتاً في حياتنا نشعر فيها بالإحباط لأسباب مختلفة ولكن لا يمكن أن نسمح للظروف أن تتحكم في مشاعرنا. يسعى إبليس أن يملأ أذهاننا وقلوبنا بأفكار ومشاعر سلبية حتى يُحبطنا ويقلل من عزيمتنا ويُفشلنا روحياً وعاطفياً ومادياً. لكن يسوع موجود لكي يشجعنا ويرفعنا وقد جاء ليعطينا بره وسلامه وفرحه وهي أمور يجب أن تسعدنا وتُبهج قلوبنا.
نجتاز جميعاً مراحل في حياتنا نشعر فيها بالإحباط وخيبة الأمل بسبب آمال وأحلام لم تتحقق. في مثل هذه الأوقات وعندما تسير الأمور بعكس ما نشتهي، من الطبيعي أن نشعر بالإحباط ولكن علينا أن نحترس جيداً كيف نتعامل مع هذه المشاعر لأن الاحباط هو أول مراحل الاكتئاب. فإن بقينا في مرحلة الإحباط لفترة طويلة، قد نفشل ونيأس وفي النهاية سنكتئب. يقول كاتب مزمور 30: 5 “في المساء يبيت البكاء وفي الصباح ترنم.” نعم، قد نشعر بالحزن ولكن لا يجب أن نبقى حزانى، لأننا إن فعلنا سيستغل إبليس هذا الباب المفتوح ليدخل أكثر إلى أعماق حياتنا جالباً المزيد من المشاكل الخطيرة معه.
لا تأمن لأفكارك ومشاعرك
المشاعر هي عدونا الأول لأننا معرضين أن نسمح لها أن تقود حياتنا. علينا أن ندرك أن المشاعر متقلبه وأنها تتغير من يوم لآخر! كما يجب أن نحترس من اتباع كل فكرة تطرأ على أذهاننا لأن أفكارنا ومشاعرنا لا تُملي علينا ما هو حق. عانيت لسنوات طويلة في حياتي من اكتئاب مستمر، كنت أستيقظ معظم الأيام بفكرة في ذهني تقول “أنا مكتئبة”. كنت أعتقد أنها أفكاري ولم أدرك أن إبليس كان يلقي بمثل هذه الاقتراحات في ذهني. لكن بعد أن دعاني الرب لكي أسير بالقرب منه وأدرس كلمته تعلمت ألا أسير وراء أفكاري ومشاعر. بدأت أعلن بصوت مسموع “لن أكون مكتئبة”. تعلمت أن أرتدي رداء التسبيح المذكور في إشعياء 61: 3. نعم، قد لا نشعر برغبة في التسبيح طوال الوقت ولكن الشخص الذي يريد أن يحيا حياة منتصرة لا يمكن أن يسمح لمشاعره أن تقود حياته.
تعلمت أنه إن بقيت محبطة فترة طويلة، سأشعر بالفشل وهو مشكلة أكبر من الإحباط، ولكني تعلمت أيضاً أني لا أستطيع أن أكون متفائلة وممتلئة بالرجاء ومُحبطه في ذات الوقت. لذلك عندما تشعر بمشاعر الإحباط تتسرب إلى حياتك، الجأ إلى الروح القدس واسمح له أن يملأك بالرجاء. نعم، يمكن أن نُحبط ونحزن لفترة ولكن إن طالت هذه المدة، ربما أدت إلى الاكتئاب وهو مشكلة أكبر بكثير.
قاوم إبليس وسبح الرب
يُعرف الإحباط بأنه حالة من المعنويات المنخفضة أو الحزن أو الإنعزال والسبب الحقيقي للإحباط ليس الموقف الذي نجد أنفسنا فيه وإنما الكيفية التي نتعامل بها مع الموقف. نستطيع أن نتعلم أن نحيا على الجانب الآخر من مشاعرنا، فالمشاعر ستظل موجودة ولكن نستطيع أن تجعلها تتفق مع قراراتنا ولهذا أعطانا الله ثمر ضبط النفس. يوصينا يعقوب في رسالته والإصحاح 4: 7 أن نقاوم إبليس وبالمثل علينا أن نقاوم الإكتئاب لأنه من إبليس. وفي فيلبي 4:4 نجد أن علينا أن نفرح في الرب كل حين. فإن امتلأنا بالأمور الرائعة والجيدة، فلن يبقى مكان للأمور الطالحة.
إن لم نسمح لإبليس أن ينال منا بأفعاله، فلن يتمكن من السيطرة علينا وبالتالي لن يجعلنا نكتئب. لذلك اختار اليوم أن تُقاد بالروح القدس وسوف تنال النصرة على الإكتئاب. نستطيع أن نختار أن نُجدد أذهاننا بالمواعيد التي لنا في كلمة الله وبإعلانها على حياتنا بإيمان وثقة بالله القادر أن يعيننا على التغلب على مشاعرنا والتقدم للأمام.
كثيرون يكتئبون لأنهم لا يعرفون الحق، لكن الروح القدس جاء لكي يعلن لنا الحق. أيضاً لن نتمكن من التغلب على الإكتئاب طالما نجد الأعذار لمشاعرنا وطالما نلوم الآخرين. علينا مواجهة الحقيقة وتحمل مسئولية أفعالنا. فإن فعلنا وطلبنا من الله أن يعيننا، ستتركنا روح الكآبة وسنشعر بالفرح والحرية. قال يسوع في متى 11: 30 أن نيره هين وحمله خفيف. إن الاكتئاب بسبب الظروف لن يُغير الظروف كما أنه مضيعة للوقت وسلب للفرح. لذلك دعونا لا نسمح لمشاعرنا وأفكارنا وخبرات الماضي أن تقود حياتنا ولندعو الله أن ينعش أرواحنا ويضع أفكاره في أذهاننا. نستطيع أن نختبر النصرة على المشاعر عندما نسمح للروح القدس أن يقودنا ويرشدنا لأنه المعزي والمشير والمعين والشفيع (يوحنا 14: 16).
.