
.
هل تعيش تحت وطأة الشعور بالذنب والدينونة، وتشعر بعدم الاستحقاق والشعور بعدم الأمان؟ هل تسعى دائماً لنوال رضا الناس واستحسانهم؟
إذا كان الجواب على أيّ من هذه الأسئلة ‘‘نعم’’، فالله يريد مساعدتك لكي تتغلب على هذه المشاعر. لماذا؟ لأنَّها لا تؤثِّر على علاقاتك الشخصيَّة فحسب، بل على صلاتك وقدرتك على الارتقاء إلى مستوى أعلى أيضًا. وأؤكِّد لك -انطلاقًا من خبرتي الشخصيَّة- أنَّها تسلب فرحك وسلامك، وهذه ليست مشيئة الله لك أو لأي شخص آخر.
أنا أعتقد أن هناك سببين يجعلانا نرغب في كسب استحسان الآخرين وهما: المشاعر المجروحة والشفقة على الذات.
الجروح التي لا تُشفى
نشأت في بيئة مليئة بالإيذاء الجنسي واللفظي، وكنت أعتقد أن جروحي غير قابلة للشفاء، والأسوأ من ذلك هو أنَّني كنت أنظر إلى علاقتي بالله على ضوء علاقتي بأبي الأرضي، وكنت متأكِّدة من أنَّه يستحيل إرضاؤه كما يستحيل إرضاء أبي الأرضي.
إذا جرحك أناس يصعب إرضاؤهم، فقد تعتقد أنَّ هذه حال الله أيضًا، لكنَّ الله ليس كذلك، فإرضاؤه ليست صعبًا كما نعتقد، بل يكفي أن نؤمن به كالأطفال لكي ننال رضاه. هو يعلم أنَّنا لن نتصرَّف دومًا بصورة مثاليَّة، لذلك أرسل يسوع ليدفع ثمن أخطائنا وإخفاقاتنا.
لا مشكلة لدى الله في معرفة ما ينقصنا، لكن لدينا نحن مشكلة في هذا الأمر، فغالبًا ما يصعب علينا الاعتراف لأنفسنا أو للآخرين بأنَّنا لسنا كاملين.
تذكَّر أنَّ الله لا يتفاجأ بعيوبك أو زلَّاتك أو أخطائك، فهو يعرفك جيِّدًا وبالرغم منها اختارك لتكون خاصَّته.
عندما نفهم أنَّ الله ينظر إلينا من خلال المسيح، سنتخلَّص من الحساسيَّة المفرطة إزاء رأي الناس فينا، والشعور بالسوء حيال أنفسنا. ليس علينا أن نُستعبد لكي ننال رضاهم عنا لأنَّنا نتمتع برضا الله قبل كل شيء.
الشفقة على الذات
عندما نسعى إلى إرضاء الآخرين، يصبح ضعفنا ‘‘لعنة’’ في نظرنا، واللعنة هي أمر لا نستطيع فعل شيء حياله وهو يؤدي إلى سقوطنا في نهاية المطاف. ومن السهل أن نرى كيف يمكن لطريقة التفكير هذه أن تتحوَّل إلى نبوءة تحقِّق ذاتها.
والدواء بسيط جدًّا: سلِّم لله ما أنت عليه، وما لستَ عليه أيضًا. فمن السهل أن نقدِّم له نقاط قوَّتنا، لكن يجب أن نسلِّمه ضعفنا أيضًا لأنَّ قوَّته تكمل في ضعفنا.
ويقول لنا الرسول بولس في 2 كورنثوس 12: 9، ‘‘تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لِأَنَّ قُوَّتِي فِي ٱلضَّعْفِ تُكْمَلُ. فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِٱلْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ ٱلْمَسِيح’’. سلِّم الله كلَّ شيء ولا تخفي عنه شيئًا!
عانيت سنوات كثيرة من الشعور بالذنب والدينونة والشعور بضرورة ‘‘دفع’’ ثمن خطاياي عبر الشعور بالسوء حيال نفسي. وإذا ارتكبتُ خطيَّة ‘‘صغيرة’’، فقد أشعر بالسوء لبضعة أيَّام، لكن إذا أخفقت كثيرًا، فقد يلازمني الشعور بالذنب لمدَّة أسبوعين.
وفي خضمّ تلك الحالة، تكلّم الله إلى قلبي قائلًا: ‘‘يا جويس، هل تؤمنين بأنَّ ابني يسوع دفع ثمن خطاياك بدمه؟ فأجبت: ‘‘نعم’’، فقال: ‘‘إذا كنت تنوين نيل هذا الغفران بعد أسبوعين، فلِمَ لا تقبلينه الآن لكي تستمتعي بحياتك مجدَّدًا؟
تعلَّمت أنَّ الشعور بالذنب بسبب ضعفاتي لا يجدي نفعًا. فأنا لا أؤمن أنَّ عليّ إضافة ذنبي إلى ذبيحته، فذبيحته كاملة ومثاليَّة، ويستحيل لأعمال الجسد أن تضيف إلى عمل الله.