
.
كم أحب كلمة الله! فأنا أدرس الكلمة لأكثر من 35 عاماً ولا زالت تغيير حياتي. انها سر التغيير الجذري لنظرتي للحياة وإتجاهات قلبي كما أنها الأداة التي استخدمها الرب لكي يشفي روحي ويرد نفسي.
إلهنا إله مصالحة وشفاء وهذا ما نراة عبر الكتاب المقدس. تقول كلمة الله في يوحنا 3: 16 “لأنَّهُ هكذا أحَبَّ اللهُ العالَمَ حتَّى بَذَلَ ابنَهُ الوَحيدَ، لكَيْ لا يَهلِكَ كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بهِ، بل تكونُ لهُ الحياةُ الأبديَّةُ.” وفي 2كورنثوس 5: 17 تقول أننا صرنا خليقة جديدة في المسيح يسوع وعدد 21 يقول أننا صرنا بر الله في المسيح يسوع.
استرداد المسلوب
كم أحب الآية الموجودة في لوقا 19: 10 “لأنَّ ابنَ الإنسانِ قد جاءَ لكَيْ يَطلُبَ ويُخَلِّصَ ما قد هَلكَ”! جاء يسوع لكي يخلصنا من خطايانا ويرد المفقود والمسلوب والهالك. وسواء كان المسلوب حلم في الطفولة، أو شيء افتقدناه أو سُرق منا، يستطيع يسوع أن يرده وأن يشفي هذا الجزء من حياتنا.
تقول كلمة الله في يوحنا 10: 10 أن السارق يأتي ليسرق ويقتل ويهلك، أما يسوع فقد كان لكي يمنحنا حياة أفضل، حياة ممتلئة حتى أنها تفيض على الآخرين. هذا يدل على أن الله يريدنا أن نستمتع بالحياة التي جاء ليمنحنا إياها. وفي يوحنا 1: 4 يقول عن يسوع أن فيه كانت الحياة والحياة كانت نور للناس.
إعادة تعريف الحياة
كلمة حياة في اليونانية هي “زوي” ومعناها الحياة كما قصدها الله أن تكون. فكر معي في الأمر: الحياة كما قصدها الله أن تكون! ولكن ما معنى هذا؟ هل الله قلق بشأن ما يحدث في العالم؟ هل هو خائف؟ لا! الله كامل وقدوس، هو إله السلام والفرح والثقة ويريدنا أن نعيش هذه الحياة في علاقة مع يسوع المسيح.
ما أكثر الذين لا يعيشون الحياة كما قصدها الله أن تكون! فهم في قلق وتوتر مستمران بشأن كل ظروف الحياة، لا يتمتعان بالسلام، كما أنهم ليسوا فرحين. وأنا أعرف هذه النوعية من الحياة لأني عشتها كمسيحية بائسة. كنت غاضبة طوال الوقت ولم أكن رفقة مبهجة لمن حولي، لم اتمتع بالسلام ولم أكن مستمتعة بحياتي.
وعندما سئمت حياتي البائسة في النهاية وكنت في أمس الحاجة للسلام، صرخت إلى الرب طالبة المساعدة وعندئذ أخذت علاقتي معه على محمل الجدية وبدأت في دراسة الكلمة وبدأت حياتي تتغير.
خليقة جديدة
لقد غير الرب الكثير في حياتي حتى أني لم أعد أشبه الفتاة التي تعودت أن أكونها ولا زلت أتعلم وأنمو في إيماني به كل يوم ولا زلت أتعجب من التغيير الذي حدث بسبب عمل الله في حياتي.
إن سر التغيير الجذري الذي حدث معي هو اكتشافي أن كلمة الله حية وأن لها القوة والسلطان أن تغيير حياة الناس (انظر عبرانيين 4: 12). يخبرنا يوحنا في الإصحاح الأول وعدد 1 أن يسوع هو كلمة الله، لذلك عندما نصرف وقتاً في الكلمة، فإننا نقضي وقتاً مع الله الذي يعمل في قلوبنا ويجعلنا أكثر شبهاً بيسوع في أفكارنا واتجاهات قلوبنا وسلوكنا.
الكيف وليس الكم
نعم، كنت أقرأ الكتاب المقدس ولكني كنت أفعل ذلك لكي أؤدي فريضة وليس لكي تكون لي شركة مع الله. كنت أقرا إصحاحاً كل يوم ثم أؤيد في قائمتي أني أنتهيت من هذه المُهمة دون أن أتعلم شيئاً على وجه التحديد. كنت بحاجة لدراسة الكلمة وليس فقط قراءتها كمرور الكرام دون أن أفكر في معناها أو كيفية تطبيقها.
كثيراً ما نقرأ الكتاب ونركز على الكم وليس الكيف أو النوع. لكن ما تقرأه لن يفيد بشيء إن لم تتعلم شيئاً مما قرأت.
من المهم أن ندرك أننا بحاجة للسماح لكلمة الله أن تخترق قلوبنا وإلا ما استطعنا أن تكون لنا الحياة التي تفيض على الآخرين أو الحياة التي نسلك فها متممين مشيئته وقصده منها. فبدون يسوع، لا نستطيع شيئاً.
حان الوقت لأن تبدأ
أفضل خبر يمكن لشخص أن يسمعه هو أن الله يحبه محبة غير مشروطة ويريد أن يكون له المعين والرفيق. الله يريدنا أن نكون أصحاء في المسيح وأن نستمتع بالحياة التي قصد أن نحياها. وفي الكتاب المقدس سنجد كل ما نحتاج إليه لكي نكتشف هذا القصد، لنكون الأشخاص الذين قصد أن نكون. المفتاح هنا هو دراسة الكلمة باستمرار والنمو المستمر في العلاقة مع الله يوماً بعد الآخر.
أريد أن أشجعك أن تجتهد وتواظب على دراسة الكتاب لأن الله لديه أمور كثيرة يريد أن يمنحك إياها ولا يمكن الحصول عليها من مجرد الذهاب للكنيسة مرة أو مرتين في الأسبوع أو الاستماع لشخص يعظ من الكلمة. عندما تصرف الوقت مع الله، ستتغير حياتك بطريقة عجيبة. تذكر أن الله فادينا وأنه لا يوجد لديه مستحيل.