
.
ماذا لو قلت لك أني مريضة بداء في القلب؟ ماذا سيكون رد فعلك؟ من المؤكد أنك سوف تشعر بالأسف تجاهي.
لكن الحقيقة هي أننا كلنا مرضى بداء في القلب!
أمور القلب
تتوقف حالة قلوبنا على الأمور التي نسمح بدخولها سواء كانت أفكار أو ردود فعل أو توجهات معينة لأنها تُشكل أعمق أعماقنا. فإي كانت الظروف التي نمر بها (من الخارج)، سنكون على ما يرام إن كانت حالة قلوبنا (من الداخل) صحيحة.
وإن سمحنا للأمور السيئة أن تبقى في قلوبنا دون أن ننتبه لها، ستتأصل فينا وسيكون من الصعب التخلص منها، لكن إن لاحظناها بسرعة وعالجناها، سنكون أفضل حالاً.
كيف نفعل ذلك؟
كيف نحفظ قلوبنا
علينا –نحن المؤمنون- أن نفحص قلوبنا بصفة دورية وذلك لأننا في بعض الأحيان نستمر في عمل كل الأنشطة المسيحية التي علينا أن نعملها دون أن نلاحظ الأمور التي تسربت إلى قلوبنا والتي قد تؤذي الأخرين وتؤذينا نحن أيضاً.
تقول كلمة الله في أمثال 4: 23 “فوقَ كُلِّ تحَفُّظٍ احفَظْ قَلبَكَ، لأنَّ مِنهُ مَخارِجَ الحياةِ.” لاحظ أن الآية لا تقول أن شخصاً آخر عليه أن يحفظ قلبك، فهي مسؤليتك الشخصية وليست مسئولية الله أو مسئولية جارك أو راعي كنيستك.
مسئوليتك هي أن تحفظ قلبك، ولاحظ أنها مسئولية مستمرة لأننا لا نعلم متى ستتسرب الأمور المخالفة لكلمة الله إلى قلوبنا أو متى سيسيء شخص إلينا أو يخذلنا. في مثل هذه الأوقات، سنحتاج أن نتعامل مع هذه الأمور في أسرع وقت ممكن.
ولأننا لا نعرف متى ستحدث هذه الأمور، علينا أن نعمل مع الروح القدس باستمرار لكي نحفظ قلوبنا نقية وصحيحة.
أهم شيء على الإطلاق
من بين أهم الإعلانات التي أعلنها لي الرب هي أن حياتي الحقيقية هي حياتي الداخلية، أي حالة قلبي (انظر 1بطرس 3: 3-4) فحياتنا ليست الظروف المحيطة بنا ولا المنازل التي نسكنها ولا الوظائف التي نعتليها ولا تُقدر بالممتلكات لأننا حتى وإن امتلكنا كل هذه الأشياء لن نكون سعداء.
وعلى النقيض من ذلك، تستطيع أن تكون سعيداً ومملوءاً بالسلام حتى في أحلك الظروف وبالرغم من المشاكل التي تحيط بك من كل جانب والظروف التي يجتاز فيها العالم اليوم، فقط إن احتفظت بقلبك في حالة صحية جيدة.
يقول الكتاب في متى 5: 8 “طوبَى للأنقياءِ القَلبِ، لأنَّهُمْ يُعايِنونَ اللهَ.” إن أردت أن تسمع من الله، احتفظ بنقاء قلبك وإن أردت أن تعرف أسرار الله، اجعل قلبك نقياً.
إن الاحتفاظ بنقاء القلب يشبه الاحتفاظ بنظافة بيوتنا، وبمجرد أن يُضاء النور، لا تندهش إن وجدت أموراً لم تكن تتوقعها.
سهام مُوجهه للقلب
تحدث يسوع عن القلب بحزم وقال إن من نظر لامرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه (انظر متى 5: 28) وحذرنا من الشهوة لما لها من تأثير كبير على القلب وأوصانا أن نتحفظ منها. تأمل كيف حطمت حياة كثيرين ممن سمحوا لأنفسهم بالنظر إلى المناظر الإباحية.
وسهام الكراهية من بين السهام الأخرى التي يصوبها إبليس نحو قلوبنا. يقول الكتاب المقدس أن كراهية الأخ لا تختلف عن قتله (انظر يعقوب 4: 2) وهنا علينا أن نرتدي سلاح الله الكامل لكي نحتفظ بقلوبنا نقية وطاهرة.
كيف نتجنب المزيد من الإصابة
اكتشفت أني عندما استأسر أفكاري في بداية اليوم من خلال الصلاة والتأمل في كلمة الله، يكون من السهل علي أن أحفظ قلبي ولكن إن انتظرت حتى بعد الظهر، يكون عدو الخير قد ألقى بنفاياته وأكاذيبه في ذهني وبالتالي يكون التخلص منها أصعب.
تذكر أنك في كل مرة تشعر برغبة في إرتكاب الخطية ولكنك تختار أن تفعل الصواب، ستنمو وستُسر قلب الله.
أشجعك أن تنمي ضبط النفس وتتمم الأمور التي يريدك الرب أن تفعلها وفي كل مرة تشعر بأنك تريد إرتكاب الخطية، اختر أن تفعل ما هو صواب.
ليس عليك أن تتجاهل مشاعرك، بل اخبر الرب بها ولكن اخبره أيضاً ما تريد أن تفعله بالاتكال على قوته ومعونته. فإن أردت أن تحيا مؤمناً منتصراً، عليك أن تحفظ قلبك حتى وإن كانت مشاعرك تخالف ما تريد أن تفعله.