
.
لقد اكتشفت عبر السنين أن العيش بإيمان يتطلب أخذ مجازفات، وذلك لأن خطة الله لحياتنا أكبر وأعظم بكثير من أن نحياها بالإتكال على قوتنا الشخصية. أحب الآية الموجودة في أفسس 3: 20 “والقادِرُ أنْ يَفعَلَ فوقَ كُلِّ شَيءٍ، أكثَرَ جِدًّا مِمّا نَطلُبُ أو نَفتَكِرُ، بحَسَبِ القوَّةِ الّتي تعمَلُ فينا.”
عندما وضع الله على قلبي أن أقود مجموعة لدراسة الكتاب المقدس منذ أكثر من 30 عاماً، كنت أعمل بدوام كامل براتب مجزي وبالتالي لم نكن مُعوزين مادياً. ولكن لأني لم أكن أعرف الكلمة جيداً، كنت بحاجة لمزيد من الوقت للدراسة وشعرت أن الرب يريدني أن أترك عملي ليتوافر لي الوقت للدراسة.
ولأني كنت شخصية مسئولة، لم أقتنع بالأمر لأن احتياجاتنا المادية سوف تكون أكبر من رواتبنا إن تركت العمل. لذلك استمريت في العمل بدوام نصف الوقت فقط. لكن الرب لم يطلب مني نصف طاعة، فقد أراد أن يعلمني أن أتكل عليه بالكامل.
في ذلك الوقت، كان ينقصنا 40 دولار كل شهر لكي نقوم بدفع كل الفواتير. لم يكن مبلغاً كبيراً من المال ولكني تعلمت أن أنتظر معجزة من الرب كل شهر وكان علي أن آخذ المجازفة واخطو خطوة إيمان.
أتعلمون، في كثير من الأحيان نتوقع أن يغرقنا الله بالبركات بمجرد أن نأخذ خطوة إيمان كبيرة فنقول له “انظر يا رب التضحية التي قدمتها لك اليوم … والآن أنا في انتظار المجازاة التي ستكافئني بها غداً.”
في الواقع، كان علينا الانتظار لمدة 6 سنوات متكلين على تسديد الرب لاحتياجاتنا الأساسية. ذات مرة كنت أتصفح مذكراتي وجدت فيها أني طلبت من الرب أن يوفر لي 12 منشفة صغيرة وطاسة جديدة. ولا استطيع أن أصف لكم الفرحة التي شعرت بها عندما دقت جرس الباب سيدة ومعها 12 منشفة جديدة قائلة “أرجو ألا تعتقدي أني مجنونة ولكني شعرت أن الرب يريدني أن أعطيك هذه المناشف!”
يا لها من حياة مثيرة تلك التي سنعيشها عندما نسلك بالإيمان متبعين قيادة الروح القدس. والحقيقة هي أننا كمؤمنين، يجب أن يكون هدفنا الأول هو اتباع قيادة الروح القدس في كل جانب من جوانب حياتنا.
من المهم أن نسأل أنفسنا: هل نعيش الحياة التي يريدنا الله أن نحياها؟ تلك الحياة التي قصد لي أن أحياها، وليست الحياة التي يريدني الآخرون أن أحياها؟ علينا أن نفحص قلوبنا بكل أمانة لنتأكد من أننا نتبع قيادة الروح القدس، لأننا إن فعلنا سنكتشف القصد والغاية والخطة التي وضعها الرب في قلوبنا.
أشجعك اليوم ألا ترضى بحياة أقل من تلك التي تحقق مشيئة الله وخطته لك. لا تسمح لعدو الخير أن يفشلك بأكاذيبه بأنك غير مؤهل أو أن الله لا يستطيع أن يستخدمك. عندما ترى نفسك بالطريقة التي يراك الله بها، سيكون كل يوم مغامرة مثيرة.
تذكر أن الله يحبك وأن يسوع مات لكي يمنحك حياة تفيض بالحب والفرح والإيمان. استيقظ كل يوم عازماً في قلبك أن تتبع قيادة الرب لك أينما يقودك. خذ خطوة إيمان وانظر كيف سيصنع بك أموراً عظيمة.
ما هي خطوتك التالية؟
هل هناك خطوة إيمان يجب أن تأخذها اليوم ولكنك تخشى إتخاذها؟ هل هناك أمر وضعه الروح القدس على قلبك ولكنك غير متأكد من الخطوة التالية؟ اقرأ يوحنا 16: 13 واطلب من الرب أن يعلن لك الخطوة التي عليك أن تتخذها.