
ز
هل تعلم أن الله يريدك أن تتحلى بنظرة صحية لذاتك وانه يريدك أن تحب ذاتك بما في ذلك شخصيتك ومواهبك وإمكانياتك؟
أعترف أني مررت بمرحلة لم أكن معجبة فيها بذاتي على الإطلاق. كنت أشعر بعدم الأمان وكنت أبحث عن رضا الناس بصفة مستمرة، بل وكنت أركز على عيوبي مما جعلني عاجزة عن الخروج من هذه الدائرة.
أرأيتم أن عدو الخير يحاول دائماً أن يملأ أذهاننا بالأفكار السلبية؟ يسعى أبليس لأن يجعلنا نركز على ضعفاتنا ونتأمل فيها ونتحدث عنها بأفواهنا.
وسيستغل عدو الخير احساسنا بعدم الأمان ويستخدمه كأسطوانة مشروخة يلعبها في أذهاننا مرة بعد مرة مردداً أمور مثل:
“أنت دائماً تُفسد الأمور، كيف يمكن لله أن يحبك؟”
“لن ترقى أبدا لمستوى أخوك أو أختك.”
“لن تقوى على هذا الموضوع، فأنت لست ذكياً بما يكفي!”
يريدنا عدو الخير أن نشعر بالسوء تجاه أنفسنا وأن نقارن أنفسنا بالآخرين.
والمشكلة هي أننا -إن لم ندرك أنها أكاذيب وإن لم نستبدلها بالحق الموجود في كلمة الله- سنصدقها والأصعب من ذلك أننا سنرددها ونكررها بأفواهنا.
ما أكثر القصص التي سمعتها عن أشخاص قيل لهم أنهم أغبياء أوغير أكفاء أثناء نشأتهم، فصدقوا أنه لن يكون لهم شأناً في المستقبل. وبالرغم من ذكاءهم ومواهبهم، كان عليهم التعامل مع هذه الأسطوانة المشروخة التي كان يلعبها أبليس في أذهانهم واستغرق الأمر البعض سنوات كي يستبدلوا هذا الأكاذيب بالحق.
أفكارنا وكلماتنا مهمة للغاية. يقول الكتاب في أمثال 23: 7 ” لأنَّهُ كما شَعَرَ في نَفسِهِ هكذا هو.” وفي أمثال 18: 21 تقول كلمة الله أن ” الموتُ والحياةُ في يَدِ اللِّسانِ، وأحِبّاؤُهُ يأكُلونَ ثَمَرَهُ.”
هناك دلائل على أننا نصدق ما نظنه عن أنفسنا وما نردده بشأن ذواتنا أكثر من تصديقنا لما يقوله الآخرون عنا.
من هنا جاءت أهمية التركيز عن عمد على ما نتميز به والبحث عن الأشياء الجيدة فينا ومن ثم أن نختار أن نفكر فيها ونتحدث عنها.
ماذا تقول؟
إن كنت واحداً من الذين يتابعون تعليمي، فلابد أنك تعرف أني أتحدث كثيراً عن أهمية الأفكار والكلمات، والأمر يتعدى مجرد التفكير الإيجابي لأنه يشمل استبدال الأكاذيب بالحق الموجود في كلمة الله.
كلمة الله قادرة أن تجدد أذهاننا وتساعدنا أن نرى أنفسنا كما يرانا الله (انظر رومية 12: 2). وكلما عرفنا ما تقوله كلمة الله، أدركنا الأكاذيب التي يلقيها عدو الخير في أذهاننا واستبدلناها بالحق.
على سبيل المثال، إن حاول عدو الخير أو أي شخص آخر أن يقنعك بأنك غير محبوب، تذكر ما تقوله عنك كلمة الله مردداً أموراً مثل:
“أنا ابن لله، وقد أبدع في خلقي وهو يهتم بي ويحبني ويعرف كل تفاصيل حياتي ولديه خطة صالحة لي.” (انظر مزمور 139؛ رومية 8: 38-39؛ إرميا 1: 5؛ 29: 11)
لقد تغيرت حياتي عندما بدأت أعلن كلمة الله وأعترف بها بصوت مسموع حتى وإن لم تتفق مشاعري مع كلماتي أو الظروف أو الآخرين.
أشجعك أن تصرف الوقت لتعرف ما تقوله كلمة الله عنك وبعدها رددها بفمك إن أردت أن تتغير نظرتك لذاتك بطريقة إيجابية.
عندما بدأ الرب يعلمني هذا الأمر، كتبت قائمة بالاعترافات المبنية على كلمة الله وبمرور الوقت صار لدي أكثر من 100 اعتراف شخصي صرت أرددها مرة أو مرتين يومياً حتى تعمقت هذه الحقائق في داخلي.
على سبيل المثال، كنت أشعر دائماً بالذنب، فكنت أردد هذا الاعتراف ولا زلت أردده “أنا بر الله في المسيح يسوع” (انظر 2كورنثوس 5: 21).
عندما بدأت في التفوه بهذه الكلمات لم أكن أصدقها ولم أشعر بأني بارة أو مُصالحة مع الله ولكن بمرور الأسابيع والشهور والسنين، أستخدم الرب هذه الكلمات لكي يغيرني ولكي يساعدني على تصديق هذا الحق.
ولأني رأيت مدى فاعلية التكلم بكلمة الله في حياتي، فأنا مستمرة في إعلان ونطق الكلمة. كلمة الله فعالة وحية وقادرة أن تهزم أكاذيب العدو (انظر عبرانيين 4: 12).
وعندما نتكلم بإيجابية عن ذواتنا معلنين ما تقوله كلمة الله عنا، ستكون لنا نظرة صحية لأنفسنا. فما نقوله يؤثر على نظرتنا ورأينا عن أنفسنا.
أشجعك أن تطبق هذا الأمر في حياتك وأن تصرف وقتاً حتى ولو بضع دقائق كل صباح لكي تعلن الأمور الإيجابية التي يقولها الله عنك. تستطيع أن تكسر أسطوانة إبليس المشروخة وتستبدلها بكلمات لها تأثير إيجابي على حياتك.
وبالتدريج سيحل الحق الموجود في كلمة الله مكان الأكاذيب وسترى نفسك من جديد كما يراها الله.
تذكر أن الله يحبك ويريدك أن تحب ذاتك ولديه خطة لحياتك لا يستطيع أحد غيرك أن يتممها.