
هل إيمانك قوي؟
– بقلم جويس ماير
يتمتع كل مؤمن منا بقدر معين من الإيمان بحسب ما جاء في رومية 12. لقد وُهب لنا مقدار من الإيمان وفي حياتنا اليومية نقوم بتوظيف هذا الإيمان، الأمر الذي يحدث في كثير من الأحيان دون تفكير.
على سبيل المثال، بعض ممن يقرأون هذا المقال يرسلون أولادهم إلى المدرسة كل يوم، وهذا يتطلب بعض الإيمان. نحتاج أيضاً إلى الإيمان في كل مرة نقود على الطريق السريع أو وسط الزحام. حتى وإن لم تشعر بأنك عملاق في الإيمان، ثق بأنه بحسب المكتوب لديك كمؤمن قدر من الإيمان بداخلك.
هل إيمانك مجرد كلام؟
قد يقول البعض “نعم، لي إيمان، فأنا أؤمن بيسوع المسيح.” لكن هناك فرق كبير بين امتلاكنا للإيمان وبين توظيف هذا الإيمان وقت الأزمات وفي أثناء التحديات التي نواجهها في الحياة.
فعندما تعصف بنا رياح الحياة (وكلنا نختبر مثل هذه الأوقات)، هل تحتفظ بهدوءك واتزانك، أم هل تسمح للخوف أن يتسلط على إيمانك؟ هل تسلم الموقف بالكامل لله أم هل تحاول أن تفهم كل شيء؟
المصائب تقع
ما أسهل أن نتباهى بإيماننا القوي عندما تكون الأمور مستقرة ووفق هوانا أو عندما تحدث أموراً جديدة رائعة في حياتنا.
لكن المصائب تقع، وعندما تقع، تُرى كيف نستطيع أن نتجاوب معها بهذا الإيمان؟ وأنا هنا لا أقصد الكوارث فقط بل الأمور الصغيرة التي تطرأ فجاة أو تظهر دون توقع فتجعلك تحيد عن المسار الذي رسمته لحياتك.
على سبيل المثال، في أحد المؤتمرات، طلبت قهوة من ستاربكس لكي احتسيها بعد إحدى العظات، فأنا أحب قهوة ستاربكس كثيراً وكنت قد طلبتها في ماج عازل للحرارة حتى احتسيها ساخنة عندما أنتهي من الخدمة وكان الماج نحاسي اللون وكنت استخدمه كثيراً أثناء رحلاتي. بعد الخدمة، ذهبت خلف الستار لكي أحتسي القهوة، فلم أجدها. لقد سرق أحدهم الماج الخاص بي!
أرأيتم؟ المصائب تقع! لو حدث هذا الأمر قبل سنوات، كنت سأثور وأغضب وكنت سأصرخ قائلة “يا إلهي، لماذا تحدث لي المصائب؟ ليس هذا عدلاً!”
إلا أني في ذلك اليوم حاولت الاحتفاظ بإيماني بل وقررت أن الموقف بأكمله مضحك للغاية، ثم فكرت: ربما قام أحدهم بتنظيف المكان وقام بوضعه في مكان ما معتقداً أنه يقوم بعمله على أكمل وجه. آرأيتم؟ لقد مارست أمراً آخر يوصينا الكتاب أن نمارسه وهو عدم ظن السوء بالآخرين، وهو أمر يتطلب إيماناً.
كيف نمارس هذا الإيمان؟
الإيمان يجب أن يُمارس! كل منا يمتلك قدراً من الإيمان، وهذا الإيمان يجب أن يُستخدم ويُمارس. فالعضلة التي لا تُستخدم، تضعف وتضمر. هكذا الإيمان أيضاً إن لم نمارسه.
ماذا تفعل يا تُرى عندما تواجه مشكلة؟ هل تسرع إلى أحضان يسوع وتقول له “من فضلك تعامل مع المشكلة، فأنا أثق وأؤمن بك”؟
هل تُمارس إيمانك في صلاتك بحيث تتفق كلماتك مع وعود الله؟ هل تفعل كل ما يطلبه منك حتى وإن لم تفهم كل شيء؟ حسناً، هذا هو ما أقصده بممارسة الإيمان.
سلم الأمور ليسوع وثق بأنه المتسلط على كل شيء وتأكد من أن حياتك ستتغير جذرياً عندما تمارس إيمانك. لا تحتفظ به في قلبك فقط، مارسه واعلنه للآخرين، ضعه قيد الاختبار وستندهش مما سيصنعه الله في حياتك.