
.
بينما كنت أستعد لأحد المؤتمرات، أعطاني الرب رسالة خاصة لكي أعظ عن موضوع مهم وهو الرفض.
وفي السطور التالية أود أن أشارك هذا الموضوع معكم…
قال لي الرب “كثيرون يعيشون في سجن لأنهم يرفضون أن يقبلوا ذواتهم وبالرغم من مواهبهم ومهاراتهم، إلا أنهم يرفضون التعبير عن أنفسهم لأنهم يخشون رفض الآخرين لهم. فهم يخشون الناس ويقلقون بشأن ما سيقولونه عنهم أو يظنوه فيهم.”
“أريد أن أحبهم ولكنهم يبقوني بعيداً عنهم ولا يسمحون لمحبتي أن تغمر قلوبهم لأنهم سبق وجُرحوا من آخرين ويظنون أني سوف أرفضهم أيضاً بسبب ضعفاتهم مثلما رفضهم الآخرين. ولكن الحقيقة هي أن لن ارفضهم أبداً.”
“أخبريهم أني أحبهم واطلبي منهم أن يتوقفوا عن محاولاتهم لنوال قبولي وساعديهم حتى يدركوا أني أقبلهم كما هم. أخبريهم أني لا أبحث ولا أتوقع الكمال منهم. فقط أريدهم أن يحبوني وأن يسمحوا لي أن أحبهم.”
ما هو “القلب الكامل”؟
يظن البعض أن الله لن يستخدمهم ما لم تكون حياتهم بكل جوانبها كاملة وبلا عيب، أما الله فيبحث عن القلب الكامل وليس عن أصحاب الأداء الكامل الخالِ من الأخطاء.
فما هو القلب الكامل؟ حسناً لن نصل لحد الكمال أبداً حتى نذهب للسماء ولكن بسبب موت المسيح لأجلنا، يرانا الله كاملين حتى في أثناء اجتيازنا مرحلة النمو والنضج.
آرأيتم؟ من الممكن أن نكون غير كاملين ومع ذلك تكون قلوبنا كاملة.
والقلب الكامل هو القلب الذي يسعى لعمل كل ما تقوله كلمة الله ويتجنب عدم ارتكاب الخطية عن عمد. لكن حتى وإن أخطئنا (لأننا غير كامين) نأتي أمام الرب ونتوب نسأله الغفران.
هذا لا يعني التساهل مع الخطية أو الحياة بدون قداسة، فصاحب القلب الكامل يسعى بكل اجتهاد وإخلاص لعمل كل ما يرضي الله وما يُسر قلبه.
تعلمنا كلمة الله في عبرانيين 4: 15 “لأنْ ليس لنا رَئيسُ كهَنَةٍ غَيرُ قادِرٍ أنْ يَرثيَ لضَعَفاتِنا، بل مُجَرَّبٌ في كُلِّ شَيءٍ مِثلُنا، بلا خَطيَّةٍ.”
وعدد 16 يحثنا أن نقترب من عرش النعمة لننال رحمة على خطايانا ونعمة في وقت الاحتياج. “فلنَتَقَدَّمْ بثِقَةٍ إلَى عَرشِ النِّعمَةِ لكَيْ نَنالَ رَحمَةً ونَجِدَ نِعمَةً عَوْنًا في حينِهِ.”
هذا يعني أن الله يقول أنه لن يرفضك بسبب خطاياك أو ضعفاتك.
الله يقبلك!
معظمنا نشأنا في بيئة تشجع على إرضاء الآخرين ونوال قبولهم لنا وذلك لأننا نحتاج إلى الحب. وفي معظم الأحيان نجد أن محبة الآخرين مشروطة بأداءنا … بمعنى أننا إن فعلنا ما يطلبونه منا سيقبلونا وإن لم نفعل رفضونا.
تلك هي المحبة البشرية وهذا هو ما نحن قادرون على عمله إلى أن نختبر محبة الله غير المشروطة؛ تلك المحبة التي لا تتوقف على أداءنا كبشر وإنما على قلب الله الآب.
الله يحبك ويقبلك لأنه اختار أن يفعل ذلك وليس نتيجة لأعمالنا أو صلاح فينا. الله يريد أن يشفي شعبه من آلام الماضي بسبب رفض الآخرين.
يريدك الله أن تعلم أنه لن يرفضك أبداً.