
.
هل يمكن لأي منا أن يكون في مشيئة الله ويظل تعيساً؟
حسناً، نعم. لكن بوسعك أيضاً أن تكون في سلام وفرح بدلاً من التعاسة.
هناك خبر سار لكل من يشعر أنه في المكان الذي عينه له الله ولكنه -بالرغم من ذلك- يشعر بالتعاسة والضيق.
عندما يطلب الله منا أن نبقى في مواقع صعبة، تأكد أنه يمدنا بنعمة خاصة في مثل هذه الأوقات والمراحل من حياتنا. إنها النعمة التي تجعل الآخرين يتطلعون إلينا ويقولون “كيف لكم أن تنعموا بهذا القدر من السلام بالرغم من الظروف التي تمرون بها؟”
إن عبارات مثل “لا أستطيع المواصلة” هي نوع من الإستسلام في الوقت الذي يجب علينا فيه أن نثق بالله عالمين أنه سيعيننا ويحملنا.
تعلم أن تثق بالله وتطلب نعمته كل يوم حتى تتفق كلماتك وأفكارك مع كلمته.
فؤائد الثقة بالله
سمعت ذات مرة شخصاً يُعرف النعمة بأنها غنى الله الذي دفع المسيح ثمنه، ويا له من تعريف رائع. أنا شخصياً أُعَرف النعمة بأنها القوة الإلهية المتاحة لنا والتي تُمكننا من عمل كل ما نحتاج أن نعمله.
النعمة هي قوة إلهية ممنوحة لنا نقبلها بالإيمان لأنها عطية من الله. وهنا يحذرنا الرسول بولس في رومية 12: 3 ألا نرتئي فوق ما ينبغي أن نرتئي لأن الإيمان هو عطية من الله.
هنا، علينا أن تسأل أنفسنا: ماذا نفعل بالإيمان الممنوح لنا؟
هل تحاول تغيير أشياء لا تستطيع تغييرها؟ هل تحاول الحصول على ترقية ما بدلاً من فعل كل ما بوسعك لكي ترضي الله؟ إن كان هذا هو حالك، فلا شك في أنك تُجهد نفسك أكثر من اللازم لأنك تركز على الأعمال.
ببساطة، عندما نفعل ما يطلبه الله منا، ستفيض نعمة الله على كل ما نفعله.
الإيمان ليس فقط لخط النهاية
لكي أتعلم كيف أثق أن الله يمنحني نعمته، علقت يافطات حول منزلي تقول “أعمال الجسد تسبب التوتر.”
وفي كل مرة كنت أشعر فيها بالتوتر، كنت أنظر لليافطات التي علقتها لكي أتذكر معية الله لي.
تعلمت أيضاً أن نعمة الله ليست لمعجزات الهزيع الرابع، فالله لن يتراءى فقط قُبيل لحظات الإنهيار أو الاستسلام. نعمة الله هي القوة التي يمكنك الإتكال عليها في كل وقت.
كيف تنعم بالسلام في الوقت الراهن؟
لأن نعمة الله مُتاحة لنا الآن، فلا داعِ للقلق بشأن الظروف او تحليلها أو مقاومتها.
تقول كلمة الله في غلاطية 5: 16 “وإنَّما أقولُ: اسلُكوا (كل حين) بالرّوحِ فلا تُكَمِّلوا شَهوَةَ الجَسَدِ”.
لاحظ أن الكتاب لا يقول “قاوموا الجسد حتى تسلكوا بالروح”
عندما نسلك بالروح، لن نُكمل شهوات الجسد لأن تركيزنا مُنصب على علاقتنا بالله ومحبته لنا.
لا يجب أن تتحكم الظروف فينا لأن نعمة الله متاحة لنا بالقدر الذي نحتاج إليه الآن.