
.
علمني الرب عبر سنوات حياتي أهمية ومدى تأثير ما نفكر فيه على حياتنا والحقيقة هي أني تعلمت درسين غاية في الأهمية وهما:
1- تؤثر أفكارنا على كل جانب من جوانب حياتنا
2- علينا أن نختار وبوسعنا أن نختار أفكارنا
وكثيراً ما أقول أن أذهاننا هي الأرض التي يشن إبليس معاركه على حياتنا.
فهو يحاول أن يجعلنا نركز تفكيرنا على كل ما هو سلبي ولكن كمؤمنين، لدينا كلمة الله الساكنة فينا وهي السلاح الذي به سنغلب عدو الخير.
كنت أذهب للكنيسة بانتظام اسبوعاً بعد الآخر دون أن أعيش حياة منتصرة. كنت أقرأ الكتاب المقدس كل يوم وأخدم مع فريق الكرازة وأزور الناس مخبرة إياهم عن يسوع لأني كنت أريد أن أخدم الرب من قلبي.
ولكن بالرغم من كل الخدمات التي كنت أقوم بها، كنت بائسة طوال الوقت!
كنت أحضر الكنيسة يوم الأحد، أما بقية الأسبوع فكنت أتشاحن وأتشاجر مع زوجي وأولادي. كنت بائسة ومكتئبة وغاضبة وعندما يأتي يوم الأحد من الأسبوع التالي، كنت أذهب للكنيسة.
تقول كلمة الله في أفسس 4: 23 “تَجَدَّدوا بروحِ ذِهنِكُمْ”
إنه أمر هام للغاية لأنه من المستحيل أن نتحلى بحياة إيجابية يملأها السلام بينما تمتلئ أذهاننا بالأفكار السلبية.
لقد اكتشفت أنه عندما نأخذ وقتاً لكي نملئ أذهاننا بكلمة الله، نبدأ في التفكير كما يفكر الله ونقول الأمور التي يقولها الله ونتصرف بالطريقة التي يريدنا أن نسلك بها.
عندئذ ستكون لنا الحياة التي جاء المسيح ليمنحنا إياها: حياة ممتلئة براً وسلاماً وفرحاً (انظر يوحنا 10: 10 ورومية 14: 17).
متى إذاً يكون ذهننا طبيعياً؟
يعيش كثيرون بأذهان سلبية. يعيشون حياة يملأها الخوف والقلق ويعتقدون أنه أمر طبيعي لأنهم عاشوا هكذا لسنوات طويلة، ولكن كلمة الله تقول في 1كورنثوس 2: 16 أن لنا فكر المسيح.
فمثلاُ يعتقد كثيرون أنه من الطبيعي أن نقلق ولكننا كمؤمنين نعرف أن القلق ليس أمراً طبيعياً.
توصينا كلمة الله في فيلبي 4: 6 ألا نقلق أو نهتم. هذا لا يعني أن مشاعر القلق لن تتسرب إلى قلوبنا، ولكن عندما نشعر بالقلق، نستطيع أن نصلي ونسلم الأمر للرب ونعيش في سلام بينما نجتاز الأوقات الصعبة.
لقد صرفت أوقات طويلة قلقة بشأن مشاكلي وكنت أفكر “ماذا لو؟” وأحاول أن أتخيل ماذا سيحدث محاولة أن أضع خطة لكل شيء وأفهم كل ما يجري حولي.
إلا أن الله يريدنا أن نختبر سلامه وأن نلقي همومنا عليه ونختار أن نثق به (انظر 1بطرس 5: 7). فإن أردنا أن نثق بالله، علينا أن نرفض أن نقلق والبقاء في مخاوفنا متساءلين دائماً “ماذا لو”.
كم أحب الآية الموجودة في إشعياء 26: 3 “ذو الرّأيِ المُمَكَّنِ تحفَظُهُ سالِمًا سالِمًا، لأنَّهُ علَيكَ مُتَوَكِّلٌ.”
بوسعك أن تختار
لقد استنار ذهني عندما أدركت أنه ليس علي أن أفكر في كل ما يراودني، بل بوسعي أن أختار أفكاري وأن أفكر في الأمور التي أريد أن أفكر بها عن عمد.
نعم، نستطيع أن نحيا بالبر وفي سلام وفرح الروح القدس. لي النصرة على الظروف وليس علي أن أعيش بالطريقة التي يراها العالم “طبيعية”.
الأمر يبدأ بتجديد أذهاننا. أنه قرار بوسعنا أن نتخذه.
إليك خط البداية:
اعزم في قلبك أن تقضي وقتاً في قراءة ودراسة كلمة الله. اطلب من الرب أن يعينك حتى تفهم المكتوب ويمنحك حكمة حتى تطبقه على حياتك كل يوم.
وبينما تقوم بدورك ومسئوليتك تجاه تجديد ذهنك، سيقوم الله بدوره وستندهش من التغيير الذي سيصنعه في حياتك حتى يصير لك فكر المسيح. أنه الواقع الجديد الذي بوسعك أن تحياه.