
.
أنا شخصية تحب التخطيط ووضع الأهداف والخطط وأحب أيضاً الانتهاء من القائمة التي وضعتها لنفسي ولكن عبر السنوات تعلمت درساً مهماً للغاية وهو أن الحياة لا تسير دائماً بحسب الخطط التي وضعناها.
وسواء كانت الخطط كبيرة أو صغيرة، سواء كان جدول يومي أو استراتيجية مستقبلية، سنشعر بالإحباط إن لم تسر الأمور مثلما تمنينا أو خططتنا وكثيرون ينهارون عندما تفشل خططهم وتتحطم أحلامهم.
وفي مرحلة من مراحل حياتي سمحت لإحباطات اليوم أن تفسد غدي، فكنت أنفجر في وجه ديف وأتفوه بكلمات أندم عليها وبعدها كنت أصرف أياماً وليالي شاعرة بالذنب والإدانة بسبب سلوكي. وإن ضيّعت فرصة، كنت أعتقد أني أفسدت خطة الله لحياتي.
لكن رويداً رويداً ساعدني الرب لكي اغير اتجاه قلبي تجاه هذه الإحباطات وبدلاً من تركيزي على ما فقدته، ساعدني الرب على التركيز على الأمور الجيدة التي كان يصنعها في حياتي.
يقول الكتاب في مراثي إرميا 3: 22-23 “إنَّهُ مِنْ إحساناتِ الرَّبِّ أنَّنا لَمْ نَفنَ، لأنَّ مَراحِمَهُ لا تزولُ هي جديدَةٌ في كُلِّ صباحٍ. كثيرَةٌ أمانَتُكَ.”
لا عجب إذاً أن حياتنا مُقسمة إلى أيام ومع صباح كل يوم جديد يقدم لنا الله فرصة جديدة لكي نبدأ من جديد ونحاول من جديد ونرى الرب يصنع في حياتنا ما لم نتوقعه.
آرأيتم؟ الله يريد أن يردنا ويغيرنا وهو يصنع أموراً جديدة ويعمل دائماً خلف الستار لكي يخلق أموراً وبدايات جديدة في حياتنا والأمور التي نراها وكأنها فشل، يراها الله فرصة لبداية جديدة.
وفي اللحظة التي نتخبط فيها وننهار، يكون الله قد سبق وخطط لقيامنا من جديد وعندما نُفسد الخطة التي أعدها لنا، دعونا لا نقلق لأن الله لديه خطة بديلة.
ربما الخطة الأولى بالنسبة لك عبارة عن فرصة فاتتك أو ماضِ مؤلم أو علاقة لم تنجح وربما تشعر بأنك ارتكبت خطأ لا يمكن إصلاحه.
إن كان هذا هو حالك، أشجعك أن تصرف لحظات في قراءة ما جاء في إرميا 29: 11 ” لأنّي عَرَفتُ الأفكارَ الّتي أنا مُفتَكِرٌ بها عنكُمْ، يقولُ الرَّبُّ، أفكارَ سلامٍ لا شَرٍّ، لأُعطيَكُمْ آخِرَةً ورَجاءً.”
بغض النظر عما حدث بالأمس أو الأسبوع الماضي أو العام الماضي، لدى الله خطة لحياتك؛ خطة نجاح واختبار للسلام والفرح الذين مات يسوع لكي يمنحك إياهما.
هذا يعني أنه عندما تفشل خطتك الأولى، لا تخف لأن الرب حافظك في يده وأنه بالفعل يعمل على خطة بديلة (انظر إشعياء 49: 13). وبدلاً من التحديق في الماضي، أشجعك أن تنظر للأمور بعين الإيمان وأن تتحمس لما أعده لك الرب في المستقبل.
والحقيقية هي أن خطة الله البديلة تكون في معظم الأحيان أفضل من الخطة الأولى. حتى وإن أفسد شخص حياتك أو عكرت الظروف مستقبلك، الله قادر أن يحول كل الأمور السلبية التي حدثت لك لخيرك ولصالحك (انظر رومية 8: 28).
تقول كلمة الله في يوئيل 2: 25-26 “وأُعَوِّضُ لكُمْ عن السِّنينَ الّتي أكلها الجَرادُ، الغَوْغاءُ والطَّيّارُ والقَمَصُ، جَيشي العظيمُ الّذي أرسَلتُهُ علَيكُمْ، فتأكُلونَ أكلًا وتَشبَعونَ وتُسَبِّحونَ اسمَ الرَّبِّ إلهِكُمُ الّذي صَنَعَ معكُمْ عَجَبًا، ولا يَخزَى شَعبي إلَى الأبدِ.”
عندما نسير مع الله، لا يستطيع شخص أن يأخذ شيئاً منا، كما أنه قادر أن يحول الشر إلى خير وأن يعوضنا أكثر جداً مما نتخيل.
كنت أظن مثلاً أن حياتي قد دُمرت بسبب الإساءة التي تعرضت لها في طفولتي واعتقدت أني لن أكون مثل باقي زملائي وأني لن اتمتع بالحياة كما يتمتعون هم بها.
لكن لا يستحيل على الرب شيء! عندما نرى طريقاً مسدوداً، يرى الله فرصة لبداية جديدة. الله يريد أن يأخذ ألم الماضي لا لكي يشفيه فقط بل ليعوضنا أضعاف أضعاف عنه.
إن كنت تمر بيوم عصيب أو تجتاز وقتاً حرجاً، لا تستسلم لأفكار مثل “لقد أنتهى الأمر” أو “لقد فات الأوان!” لم يفت الآوان لكي تبدأ من جديد مع يسوع المسيح. غداّ فرصة جديدة لكي تنتهي من هذا المشروع أو لكي تصلح تلك العلاقة أو تعاود ممارستك للرياضة.
أشجعك أن تنظر لكل يوم على أنه فرصة للبدء من جديد. عندما تستيقظ أعلن هذه الكلمات على حياتك “هذا هو اليوم الذي صنعه الرب لأبتهج وأفرح فيه” (انظر مزمور 118: 24).